احتضنت الثانوية التأهيلية مولاي ادريس بفاس) العضو في شبكة مدارس شركاء المستقبل ( Pash) الجمعة 15 أكتوبر 2016 فعاليات اليوم الوطني لأساتذة اللغة الألمانية بالمغرب في نسخته 15 تحت شعار ” التطوير الذاتي – المثابرة ” se perfectionner-perséverér
حضر أشغال هذا اللقاء التربوي الدولي إلى جانب الدكتور فؤاد شفيقي مدير مديرية المناهج بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والدكتور محمد دالي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة فاس مكناس كل من المستشار الثقافي بسفارة جمهورية المانيا الاتحادية بالرباط ، و مدير معهد غوته Goethe-Institu للثقافة الألمانية بالمغرب ومدير المعهد الثقافي الفرنسي بفاس ورئيس وأعضاء جمعية أساتذة تدريس اللغة الأجنبية بالمغرب ، إلى جانب عدد من الخبراء الدوليين في المجال ،من هنغاريا سويسرا والنمسا وألمانيا.. وعدد من رؤساء المراكز والمصالح بالأكاديمية وبعض رؤساء المؤسسات التعليمية الحاضنة للمشروع.
وقد تميز حفل افتتاح هذا الملتقى بالكلمة الترحيبية التي ألقاها الدكتور محمد دالي مدير الأكاديمية شكر فيها المنظمين على اختيار ثانوية مولاي إدريس لاحتضان هذه التظاهرة الدولية اعتبارا لانفتاحها على التبادل الثقافي، فتاريخ هذه المؤسسة العريقة يضيف الدكتور محمد دالي منحها إشعاعا ووضعية متقدمة داخل المنظومة التربوية الترابية الجهوية والمحلية وكذا على الصعيد الوطني.
وأشار إلى إن المنظومة التربوية المغربية تتميز بتفاعلها مع المستجدات، الشيء الذي يجعلها يقظة للأخذ بعين الاعتبار مجمل التغيرات الراهنة والاستفادة منها لتطوير نسقها البيداغوجي القابل للتحديث والتطور تجاوبا مع التحولات الإقليمية و الدولية .والتجارب التربوية الناجحة .
وأوضح في السياق ذاته نجاعة اللغة على غرس القيم الكونية التي تجمع مختلف الحضارات و الثقافات حول التعايش و السلام و التسامح. مؤكدا أهمية اللغات كرهان لتطوير المنظومة الوطنية حيث أفرزت الرؤية الاستراتيجية 2015-2030 رافعات خاصة للهندسة اللغوية سيتم تضمينها كبرامج ضمن السياسة العمومية التربوية للإصلاح
وفي نفس سياق التأسيس للحوار الثقافي بين المؤسستين فإن معهد معهد غوتهGoethe-Institut الألماني والأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين فاس مكناس يعملان من خلال اتفاقية الشراكة بينهما على السعي للتثاقف والتبادل الثقافي عبر مجموعة من أنشطة تبادل الخبرات والزيارات تتكلف بتنفيذها فرق من المتخصصين في التربية أساسا السيدات و السادة الأساتذة.
وتسعى المنظومة التربوية إلى خلق مؤسسات تتميز بالفاعلية في تعلم وتقوية الإدماج السوسيوقتصادي المستديم، حيث يعد العمل في هذا الورش بمثابة رافعة أساسية لتنمية مجتمع تسود فيه قيم المواطنة و الديموقراطية والتسامح والتضامن والانفتاح على مختلف الثقافات والحضارات مع الاعتزاز بالانتماء للوطن .
واعتبر مدير الأكاديمية تجربة تدريس الألمانية بجهة فاس مكناس انخراطا فعليا في تعزيز معايير وقيم الحوار بين المغرب والدول الناطقة بالألمانية من خلال برنامج هادف يستفيد منه 4000 تلميذ بالجهة موزعين على جميع المستويات و79 من هيئة التدريس ، 54 منهم يشتغلون بالثانويات التأهيلية و25 آخرين بالثانويات الإعدادية.
من جهته أوضح الدكتور فؤاد شفيقي أن هذا اليوم الدراسي الذي تنظمه الجمعية المغربية لأساتذة اللغة الألمانية مع كل من المعهد غوثة الثقافي الألماني بالمغرب والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة فاس مكناس في نسخته 15 هو امتداد لأنشطة تكوينية وإخبارية دأبت الجمعية على تنظيمها .
وأبرز المسؤول المركزي أن ما يميز هذه السنة هواستدعاء معهد غوثة عددا من الخبراء من رجالات التربية يمثلون عدة دول ويشتغلون على تدريس اللغة الألمانية من سويسرا هنغاريا النمسا .سيستعرضون تجاربهم وخبراتهم الديداكتيكية والبيداغوجية في المجال
وتميزت الجلسة الصباحية بطاولة مستديرة تركز موضوعها حول تقديم إجابات حول سؤال “ما هي المعايير التي يجب اعتمادها في تدريس اللغات الأجنبية ؟ ويمكن إجمال تدخلات الجلسة الصباحية التي سيرت فقراتها Marokko Institut-Goethe, Ende Karin : في خمس متدخلين هم :. Curricula des Directeur, Chafiqi Fouad. D / ,Budapest de Université’l de germanique Institut, Knapp-Feld Ilona. Dr Professeur allemand’d professeurs des hongroise Association/ München Institut-Goethe, Mohr Imke. Dr/ Fribourg de Université, Gick Cornelia / Lausanne pédagogique école Haute, Bolomey Olivier/ Vienne, formation de et intégration’d, plurilinguisme de Institut, Fritz Thomas
حيث ركزت آراء المتدخلين على التعريف بتاريخ المعايير باعتبارها المرجع المعتمد في تحديد التوجهات المتعلقة بالمادة المدرسة ، وكذا طرق وأدوات التدريس وأيضا تقويم لغات التلاميذ. كما تطرقت الطاولة المستديرة إلى مسألة اللغة التي لا يمكن أن تدرس فقط كلغة ، وإنما تدرس كوعاء للثقافة والحضارة والفكر، بحيث يصعب تجريد اللغة من خلفيتها الثقافية والحضارية ، كما يصعب كذلك تدريس اللغة في مجال ثقافي وجغرافي لا يمكن للغة المدرسة التفاعل معه .
العنصر الثالث الذي تم التركيز عليه خلال الطاولة المستديرة الصباحية هو الوضعيات المحفزة للتعلم . وهنا تمت الإشارة في تدخلين على الأقل أن الوضعيات المحفزة على التعلم هي وضعيات جديدة بالنسبة للمتعلم ، ولكل متعلم آليات للتعامل معها ، وبالتالي فإن تدريس اللغة يتضمن شقا منهجيا . هنا يجب التأكيد على أن ما تم تداوله في الجلسة الصباحية حول معايير تدريس اللغات لا يقتصر على الألمانية وحدها، بل ينسحب على جميع اللغات الأجنبية بما في ذلك الفرنسية التي لها وضع خاص في المغرب .
و حسب الدكتور شفيقي فإن الإحصائيات الرسمية برسم السنة الدراسية 2015-2014 تكشف وجود حوالي 158 أستاذا للثانوي التأهيلي يدرسون الألمانية وحوالي 76 للتعليم الثانوي الإعدادي. مبرزا أن جهة فاس مكناس تعتبر أول جهة على الصعيد الوطني في تدريس اللغة الألمانية بما يزيد على 70 استاذا بجهة فاس ، وهذا من الأسباب الذي جعل معهد غوتة والجمعية يجمعان على اختيار جهة فاس مكناس كمحور لأشغال دورتها ال15 كمسعى للقرب من أكبر تجمع لأساتذة اللغة الالمانية بالمغرب .
وأشار المسؤول المركزي إلى بعض الصعوبات التي تعرفها منظومتنا التعليمية فيما يتعلق بالتوزيع العقلاني لخريطة اللغات الأجنبية التي تحتاج لإصلاحات . وأكد في هذا الصدد ، أن تدبير الاختلالات المشار إليها في هذا المجال، سيتم في إطار تفعيل الهندسة اللغوية التي أقرها المجلس الأعلى للتعليم في الرؤية الاستراتيجية .
وأكد في السياق ذاته أن جميع الإشكالات المتعلقة بشكل عام باللغات الأجنبية على مستوى المؤسسات التعليمية ستجد حلها النهائي مع بداية تطبيق الهندسة اللغوية . كما أن تنزيل الإصلاح مع تفعيل الهندسة اللغوية يحتم وجود ثانويات مرجعية للغات في الأكاديميات الجهوية ويخلق شبكة للثانويات التي تدرس فيها الألمانية كلغة أجنبية حيث ستكون لغة أجنبية إجبارية ذات طبيعة اختيارية في الصيغة الجديدة. مضيفا أن طموح الوزارة في المستقبل هو رسم خريطة واضحة للمؤسسات التي ستحضن هذه اللغات حتى تكون معروفة على الصعيد الوطني في إطار شبكة ما يساعد على تكيف وضعيات الأساتذة بمختلف الجهات، وضمان تغطية جميع المؤسسات والأحواض المدرسية بأساتذة اللغات المطلوبة في المستويات العليا.
من جهة ثانية ، وعلى صعيد الورشات التي كانت ذات طبيعة تكوينية ومؤطرة من طرف خبراء دوليين وهمت أساتذة اللغة الألمانية . فقد عرفت الجلسة الزوالية ست ورشات : تمحورت الأولى حول المصطلحات القاموس والدروس الموجهة نحو الممارسة ورشة ثانية شكلت عصفا ذهنيا حول كيف نحفز التلاميذ على تعلم اللغة الألمانية . فيما انصبت اشغال الورشة الثالثة على مستوى قدرات التعبير الشفهي للتلاميذ وورشة رابعة تتعلق بسؤال : كيف نستطيع إقناع تلميذ بجدوى تعلمه لغة أجنبية ؟ و ما فائدة تدريس لغة أجنبية ؟ وهو الامر الذي ينسحب على جميع اللغات. ثم ورشة خامسة تتعلق بالكتاب المدرسي للغة الألمانية ورشة أخيرة تتعلق بمسابقة مؤسسة Pash المسابقة التي تنظم نهاية كل سنة في حوالي 2000 مؤسسة عبر العالم في عدد من الأنشطة الصفية وغير الصفية ، وتتوج باحتفال سنوي تحتضنه وزارة التربية الوطنية بمشاركة جميع المؤسسات الشريكة، يقدمون فيها إبداعاتهم وإنتاجاتهم الفنية والفكرية .
عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة فاس مكناس