مكناس : عبد العزيز لفلاحي
اختارت إدارة المهرجان الدولي للفيلم العربي بمكناس المنظم من 14 الى غاية 21 يونيو 2019 موضوعين ذا أهمية في مجال الفني والثقافي عموما وبوجه الخصوص في العمل السينمائي، وذلك من خلال إدراجهما ضمن ندوات المهرجان، ويتعلق الأمر بندوة أسئلة هوية السينما العربية، والتي تمحورت حول طرح مجموعة من الاشاكالات المرتبطة بهذا الموضوع، حيث ذكر نور الدين الصايل أحد المنظرين السينمائيين، والرئيس السابق للمركز السينمائي المغربي، والمشاركين في الندوة، أن المؤشرات التي تبرز الهوية السينمائية كاللغة والجسد والفضاء غير ثابتة وتخضع للتكييف والتغيير، ويمكن أن تضفي عليها عدة أشكال للهوية، ويبقى المؤشر المحدد للهوية حسب نور الدين الصايل، هو الأسلوب التعبيري والنظرة الإيديولوجية لصناع السينما، من مخرجين وكتاب سيناريو وخلص إلى كون السينما تتسم بالكونية التي تتميز بالحرية والاستقلالية.
فيما خصصت الندوة موضوعها إلى إشكالية الإنتاج السينمائي بالمغرب، وعلى مستوى العالم العربي أشار الناقد السنمائي محمد شويكة أن مثل هذه المهرجانات تساهم في التعريف ببعض الانتاجات، وان السياسة السينمائية المتبعة ببلادنا تدفع بعض الفاعلين في الحقل السينمائي إلى تبني أشكال سينمائية، كالسينما الهيولودية الأمريكية، موضحا أن تجاوز إشكالية الإنتاج السينمائي تتطلب إرادة وإستراتجية سياسية تسمح بتطوير قطاع الإنتاج، من إيجاد سبل الترويج وتسويق هاته الانتاجات وتجاوز حالة الانغلاق والانكماش على الذات الذي يعاني منه الإنتاج السينمائي على المستوى العربي، مما يؤدي إلى تفشي ظاهرة التعصب والتنافر، عوض التقارب والتبادل لمواجهة زحف العولمة، وهي الأفكار التي خلصت إليها الندوة الثانية للمهرجان.
