مغاربيّون يحجّون إلى “لاَهَاي” للاحتفاء بسنة إمَازِيغن الجدِيدَة

تحوّل مسرح “الشاطئ الجنوبي” بمدينة لاهَاي الهولنديّة إلى قبلة مغاربيّة من أجل الاحتفاء موسيقيّا بمقدم العام الأمازيغي الجديد، الواصل إلى تأريخ 2966 هذه السنة، ضمن مبادرة سهرت على تفعيلها مؤسسة صوت الشباب المغربي بهولندا.

الاحتفاليّة هي السادسة من نوعها التي تقدِم عليها المؤسسة المشكّلة من نشطاء شباب مغاربة هولنديّين، والتي عملت، طيلة الأعوام الماضيّة، على استحضار التنويع في قصد باحات عروض كبرى بلاَهَاي، حتّى غدت مرحبا بها وسط كبريات القاعات والمسارح بالعاصمة الإداريّة لمملكة الأراضي المنخفضة.

تخليد حلول رأس سنة 2966 الأمازيغيّة ببرمجة موسيقيّة يتصدّرها الفنّان “إيدِير” جاء كاستمرار لسلسلة تكريمات تفعّلها مؤسسة صوت الشباب المغربيّ عند اكتمال كل عام، وذلك بعد سابق اعترافات طالت أسماء متنوعة من فضاء “ثامزغَا”، أبرزها المغني الليبيّ “أفضيس”، والمغربيّان محمد رويشة وسلاّم الريفي.

مسرح “الشاطئ الجنوبيّ”، وفق تقييم الساهرين على إدارته لسهرة مؤسسة صوت الشباب المغربي بهولندا، سجّل أبرز “صَالَة ممتلِئة” منذ افتتاحه الذي يعود إلى ما قبل ستّة أشهر من الحين. وقال مسؤول إداري للفضاء الثقافي عينه، في تصريح لهسبريس، إنّ “مؤسسة MJG ظفرت بعرض بشبابيك مغلقة، وهو إنجاز يسجل باسمها ضمن لائحة لا تضمّ إلا قلّة من منظمي التظاهرات”، وأضاف: “هذا نجاح مضاعف لقيته مؤسسة صوت الشباب المغربي بمعيّة المسرح المحتضن للاحتفال”.

أصوات ريفيّة غنائيّة تنتمي إلى صفوف أبناء المهجر كانت حاضرة في حفل “إيدير”، ويتعلق الأمر بكل من صابرين ولينا و”إيسرِي”، الذين غنوا للحب والسلم والحريّة، كما صدحت حناجرهم بإيقاع “للَّا بُويَـا”، ودعوا إلى المساواة والاحترام والتقدير والتضامن، من خلال الأغاني التي لاقت تفاعل الحاضرين.

أمّا نجم الاحتفاليّة، الفنان “إيديـر”، فقد استهلّ صعوده على ركح فضاء العرض الرئيس باختبار ذاكرة الحاضرين المغاربيّين، وعمد إلى لعب “نوتات” من أشهر أغاني “ريبيرتوَاره” الغنائي، قبل مطالبة الجمهور بترديد الكلمات المناسبة لها، باصما بذلك على لحظات نوستالجيا رجعت بالمحتفلين إلى عقود خلت، تاريخ أوج العطاء الفنيّ للفنان القبائلي الجزائري الفرنسي عينه.

“فافا ينُوفَـا” و”تيزي وزّو” و”زوِيت رويت” و”أسندُو” كانت أغان من بين أخريات عديدة قدّمها “إيدير” أمام الوافدين على حفله من عموم التراب الهولندي، إلى جوار ذوي أصول مغاربية شدّوا الرحال صوب لاَهاي من بلجيكا وفرنسا وألمانيا والدنمارك والمملكة المتّحدة .. بينما قال الفنان بواسطة “الميكروفُون”: “إنه موعد جميل، فسواء كنت مغربيا أو جزائريا أو تونسيا أو ليبيّا، فأنت هنا تعبّر عن انتمائك الثقافيّ الأمازيغيّ الأصيل”.

مصطفى بربوش عبّر، في تصريح لهسبريس، عن سعادته بإنجاح احتفاليّة مؤسسة صوت الشباب المغربي بهولندا، وقال عن الموعد الذي حضره أيضا “المحافظ القانوني لمدينة لاَهاي”، إنه “نجاح باصم على استمرارية نجاحات بلغت عامها الخامس، فيما تنامي الإقبال على احتفالية العام الأمازيغي الجديد التي اعتادت MJG تنظيمها هو “دليل على التشبث بالثقافة الأصل، وسط تنوّع الثقافات في بيئة الهجرة”.

“إنها رسالة سلام، وإبراز للتنوّع، وكسر لاستفراد العدميّة بخطابها المحبط الذي يلقى ترويجا إعلاميا”، يزيد مصطفى بربوش، قبل أن يواصل: “تبقى مؤسسة صوت الشباب المغربي بهولندا ناشطة للتعبير عن الاختلاف في صورته الإيجابيّة، باعثة في مخيلة الأوروبيّين عموما، والهولنديّين خصوصا، قبسا من نور ثقافة وفدت عليهم من الجنوب، بعيدا عن كليشيهَات القتل والدمار والكراهيّة”.