للتاريخ ذكرى من الكفاح والنضال : عائلة الميداوي نمودجا

نعيمة الميداوي – أحداث الجهات

يمتاز اقليم تاونات بالكم الهائل من الأطر التي يزخر بها والتي تشكل بكل تأكيد رصيدا ثقافيا ومعرفيا ينعكس صداه خارج الإقليم بفعل تولي هذه الأطر مسؤوليات كبيرة في مختلف القطاعات وعلى درجات متفاوتة، فهناك وزراء وولات وعمال وسفراء وضباط كبار في الجيش ومديرون عامون ورؤساء جامعات وأساتذة جامعيون وقضاة كبار وصحافيون وأطباء واللائحة طويلة لا يسع المقام لذكرها . فكما للإقليم حاضر زاهر ، فإن ماضيه مشرف بفضل رجالاته الذين ابلوا البلاء الحسن من أجل محاربة الإستعمار ، ومن بين العائلات التي خلدت إسمها في حركة التحرير والكفاح والإنعتاق من الإستعمار ، توجد عائلة الميداوي وعلى رأسها المرحوم أحمد الميداوي وأخيه بوشتى الميداوي، فالمناضل المقاوم أحمد الميداوي رحمه اللــه كرس حياته من أجل خدمة الوطن بصفة عامة وخدمة جهته بصفة خاصة. بحيث لم يدخر أي جهد في سبيل ذلك ، بحكم مساهــمته في تنمية جهته منذ الإستقلال ، فأول مبادرة قام بها كانت برمجة أول مدرسة إبتدائية قبل مغادرة التراب الوطني، وبعد عودته من المنفي ترأس جماعة عين معطوف بدائرة تيسة ليتم إنتخابه بعد ذلك برلمانيا سنة 1999، الحاج احمد الميداوي رحمه الله حقق العديد من المنجزات رفقة رجالات عائلة الميداوي أمثال المرحوم الحاج علي الميداوي وأخيه أحمد الميداوي وبعض أعيان الجهة أمثال بوصوف بوشتى الذين إصطفوا في خندق واحدا لإعطاء منطقتهم و بلدتهم الأهمية التي تكتسيها اليوم ، فالمرحوم أحمد الميداوي منذ توليه رئاسة الجماعة في بداياتها في العقود الماضية وهب قطعة أرضية مركزية من اجل بناء مستوصف ومركز الولادة في جماعة عين معطوف وعمل على تزفيت الطريق الرابطة بين راس الواد وهوارة وبناء مقر جماعة عين معطوف حيث توجد الآن، وانشاء مقر فرع القيادة ومقر السوق الخميس الأسبوعي، هذا فضلا عن برمجته لعدة مشاريع التي أنجزت بعد أن وافته المنية على سبيل المثال : بحيرة مقرش و مشروع إعدادية وثانوية وغيرها من المشاريع الأخرى التي كان لأفراد العائلة المناضلة مساهمة في إنجازها من بعده لتصبح الجماعة المذكورة تتوفر على مقومات كانت تفتقدها من قبل.


واذا كان لهذه العائلة تاريخ نضالي مجيد لا يمكن المرور على هذا الإرث والزخم من النضال والعطاء والكفاح بدون الوقوف أمامه بتمعن ، فإنها بالمقابل لا زالت شعلتها متقدة بفضل أجيالها المتعاقبة من أطر عليا تتقلد مراكز ومناصب مهمة يساهمون من خلالها في تنمية بلادهم ووطنهم بروح من المسؤولية والوطنية العالية . ونذكر على سبيل المثال لا الحصر، كل من الأستاذ الدكتور عز الدين الميداوي رئيس جامعة إبن طفيل بالقنيطرة ، بالإضافة إلى ذلك تتواجد زكية الميداوي في مقدمة الأطر التي تعتبر بحق مفخرة ، السيدة السفيرة المقتدرة التي شرفت بلادنا أحسن تشريف لما كانت مديرة التعاون المتعدد الأطراف والشؤون الاقتصادية الدولية، حيث دافعت باستماتة على مصالح المغرب في كل المحافل الدولية والإقليمية والجهوية، ولا تزال سائرة في نفس الدرب وبكل حماس من أجل تمثيل بلادها من موقعها، كسفيرة صاحب الجلالة حفظه الله ونصره ، تمثيلا حسنا، إلى ان أصبحت بفضل المجهودات الجبارة التي تبذلها، محط تقدير إن على المستوى الرسمي أو الشعبي في دولتي إعتمادها ببلغاريا ومقدونيا الشمالية. وللإنصاف، فإن السيدة زكية الميداوي تشرف المرأة المغربية وفي مستوى الثقة المولوية التي منحها إياها صاحب الجلالة الملك محمد السادس دام له النصر والتأييد. فبفضل عملها الدؤوب، استطاعت أن تقرب صورة المملكة المغربية بالمواطنين البلغار والمقدونيين في الحواضر والقرى، عن طريق الأنشطة المكثفة التي تعرف بالثقافة والحضارة المغربية و ما يتوفر عليه المغرب من إمكانيات وقدرات هائلة إقتصاديا وسياحيا تبوؤه المكانة المشرفة التي يحظى بها بين الأمم ، ولا يسعنا بالرجوع لكل الوقائع سوى الإشادة بالسيدة السفيرة التي تؤدي على أحسن وجه المهام المنوطة بها و التي تتجسد أولا وأخيراً في الدفاع عن مصالح الوطن لدى الدول الأجنبية والمنظمات الدولية والإقليمية…