دورة الربع قرن تكرم من جديد فاس، عند ملتقى الثقافات

تنظم مؤسسة روح فاس الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، تحت موضوع “فاس، عند ملتقى الثقافات” من 14 إلى 22 يونيو القادم. من المنتظر أن يستضيف هذا الحدث الثقافي والدولي البارز أزيد من ثلاثين بلدا وما يقارب 150 من مشاهير الفنانين العالميين.

بمبادرة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تشهد المدينة القديمة لفاس في الوقت الراهن إنبعاثا إستثنائيا ضخ فيها الروح من جديد: وقد تجسد ذلك من خلال ترميم مختلف مآثرها العريقة على غرار الفنادق العتيقة، المدارس التقليدية، القيساريات…والتي أعيد ترميمها بكاملها لتستعيد من جديد بريقها وأصالتها.

تتزامن دورة 2019 مع إطلالة الذكرى العشرين لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، عرش أسلافه الميامين، لتكتسي بذلك حمولة إستثنائية ومتفردة. كما أعدت برمجة هذه السنة تحت موضوع “فاس، عند ملتقى الثقافات” والتي ينتظر أن تحتضن بشكل إستثنائي أزيد من ثلاثين بلدا وما يقارب 150 من مشاهير الفنانين العالميين.

وهكذا، ستلتقي مجموعة  أركسترا الشباب العالمية “وورلد يوث أركسترا” – رمز السلام والحوار- مع المجموعة الأندلسية لفاس في إطار إبداع موسيقي أصيل وفريد من نوعه. نفس البرمجة ستشهد حضور الفنان الصوفي الشهير، سامي يوسف-المحتفى به من طرف المجلة البريطانية الشهيرة”تايم”- على خشبة باب الماكينة. خوسي ميرسي وتوماتيتو، أشهر نجوم الفلامينكو، سيلهبان بدورهما الخشبة إلى جانب فرقة “كينجدوم كور”، فرقة الكورال الديني التي حازت على شهرة عالمية منذ حفل زفاف الأمير هاري لإنجلترا. وستأتي الأناشيد الهادئة ليوسو ندور، أيقونة الأغنية الإفريقية، لتتلو الأنغام الساحرة لمارسيل خليفة، الشهير بلقب “فنان اليونيسكو”. كما يتضمن هذا البرنامج الحافل أنغاما رائعة لأناشيد ورقصات شعائرية لنساء كوبا، أزربيدجان، فن الموشحات لحلب والأناشيد الدينية الفارسية أو حتى كارلوس نونيز، أستاذ الغيطة والمجموعة التقليدية لوجدة إسبانيا-المغرب…عديد من الفنانين المرموقين سيوفدون إلى العاصمة العلمية للإحتفاء بحوار الثقافات الشرقية، والغربية والإفريقية معا. تلك بحق فسيفساء موسيقية وروحية رائعة تجسد ما لمدينة فاس من مكانة مهمة، كرمزللإنفتاح وتسامح مملكتنا الشريفة.

في هذا الصدد، ذكر عبد الرفيع زويتن، رئيس مؤسسة روح فاس، قائلا:”لقد ساهم المهرجان على مر السنين في خلق حوار ما بين الثقافات والديانات، ومكن بشكل جلي من إبراز قيم بلدنا المتميز بالانفتاح على الآخر، والمتشبع بروح التسامح والحفاوة وغنى تراثه المادي واللامادي معا”.

علاوة على الحفلات اليومية المبرمجة، سينفتح المهرجان على الإبداع الأصيل “فاس، ذاكرة المستقبل”.  هذه الفقرة من  تصميم اللجنة الثقافية والفنية لمؤسسة روح فاس بتعاون وثيق مع نخبة من الفنانين، وهي تسرد الحكاية العجيبة لميلاد العاصمة العلمية فاس.

“هذا المستجد وهذا التاريخ هو ما يصبو المهرجان ومنتداه إلى التعريف به وإشعاعه على الصعيد العالمي بغية تمكين فاس من الظفر بعلامة خاصة بها“، يشير رئيس المؤسسة. “فبفضل التوجه الجديد لإستراتيجية الشراكات والتواصل المتوجه نحو الرقمنة، ستساهم الردود الإعلامية في تعزيز الجاذبية السياحية لمدينة فاس والتي سبق وأن شهدت ارتفاعا قياسيا في سنتي 2017 و2018″، يضيف نفس المتحدث.

في هذا الصدد، أبرمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونيسكو” اتفاقية شراكة رسمية مع مؤسسة روح فاس، والتي صودق عليها بالإجماع من طرف لجنتها التنفيذية. كما أدرجت منظمة الأمم المتحدة مهرجان فاس ومنتداه ضمن خانة التظاهرات المساهِمة بشكل ملحوظ وجلي في خلق وتعزيز الحوار ما بين الثقافات. وبهذا، يكون المهرجان قد أفلح في تلميع صورته على الصعيد الدولي والمساهمة بشكل وافر في إشعاع الدبلوماسية الثقافية للمملكة.

هذا، وسيتواصل حوار الثقافات بعد تدشين المهرجان من خلال منتدى فاس المنعقد خلال يومي 15 و16 يونيو. إثر ذلك، ستعقد موائد مستديرة تشرف على تنشيطها ثلة من المتدخلين المشهورين بحضور العديد من الكتاب، الباحثين، الفلاسفة، والمفكرين…

” موضوع عند ملتقى الثقافات المخصص لهذا المسار الجميل لمهرجان سيشكل مصدر إلهامنا وإبداعنا. كما سيمثل  ذاك النفس الذي سيتيح لنا إمكانية النقاش والتحاور والاستماع لشخصيات وازنة ستثري ولاشك بأفكارها وإبداعاتها هذه الثقافة المعبرة عن السلام، وعن قيم الاحترام المتبادل والإعتراف.

 بكل ما من شأنه تغذية كل الأشكال النبيلة لكل ما هو روحاني خالص”، كما صرح بذلك إدريس خروز، مدير المؤسسة.

طيلة أسبوع كامل، سيعمل مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة من جديد على تكريم مدينتها القديمة، التي تزخر بتراثها وتقاليدها العريقة، في أفق مدها بنفس جديد في القادم من السنين والأعوام.