نطلق بإقليم تاونات، الذي يشتهر بوفرة أراضي زراعة الزيتون وجودة منتوجه من زيت الزيتون، موسم جني هذه الشجرة المثمرة.
وينهمك الفلاحون، في حقول راس الواد وبوعروس وأولاد جامع ولبسابسة وقرية با محمد، في قطف أولى ثمار الموسم ونقلها نحو الوحدات الخاصة بعصر الزيتون.
واستقبل عشاق زيت الزيتون هذه الموجة الأولى من الإنتاج، التي يعتبرها البعض مبكرة، بترحاب كبير .
ويتميز زيت الزيتون الذي يتم عصره خلال عملية الجني “المبكر” هاته، بلونه الأخضر الغامق وطعمه المر المميز وفوائده الصحية العديدة.
وبجماعة راس الواد، تسجل الوحدات العصرية لاستخلاص زيت الزيتون إقبالا مهما من طرف الفلاحين.
وأكد عثمان الرباح، مسير وحدة لاستخلاص زيت الزيتون براس الواد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أهمية الموسم الجديد لجني الزيتون بالنسبة لمنطقة تاونات.
وقال “وحدتنا الحاصلة على اعتماد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، تُعتبر مشروعا تنمويا يهدف إلى تلبية حاجيات الساكنة المحلية وخلق فرص الشغل لفائدة الشباب وتثمين منتوج زيت الزيتون باعتباره منتوجا مجاليا يكتسي أهمية كبيرة على المستوى الوطني”.
وأكد السيد الرباح أن “وحدتنا تعرف إقبالا متزايدا من قبل منتجي الجهة ويتراوح معدل نشاطها حاليا بين 85 و 90 في المائة”.
وقبل استعراض المراحل الرئيسية لمسلسل الإنتاج، يوضح السيد الرباح، فإن هذه الوحدة، وسعيا منها إلى إرضاء الزبناء، تتكلف مجانا بعملية نقل الزيتون مباشرة من الفلاحين والضيعات الفلاحية نحو الوحدة الإنتاجية.
وأشار إلى أن “عملية استخلاص الزيتون تبدأ بتنقية وغسل الزيتون، ثم مرحلة الهرس والطحن، مرورا إلى مرحلة العصر. وفي الأخير، نقوم بتصفية زيت الزيتون للحصول على منتوج يتسم بجودة عالية”.
وأبرز أن المردودية خلال هذه الفترة من بداية موسم الجني تتراوح بين 16 و 20 في المائة في القنطار الواحد.
وبالرغم من الظرفية التي تتسم بالجفاف والتغيرات المناخية، وصف بعض الفلاحين المردودية التي تميز هذه البداية من الموسم ب “المشجعة”.
وأشار الخمار المتوكل، عضو التعاونية الفلاحية بجماعة البسابسة، إلى أنه “تم تحقيق مردودية مهمة من زيت الزيتون تصل إلى 20 في المائة خلال أول عملية لاستخلاص زيت الزيتون هذه السنة”، مشيدا بالمبادرة المتبصرة لجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، الذي أطلق سنة 1985 عملية غرس الأشجار المثمرة، ضمنها أشجار الزيتون، بأراضيهم الفلاحية.
وأكد المدير الإقليمي للفلاحة بتاونات، مولود الهاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “زراعة الزيتون تحتل مكانة مهمة في القطاع الفلاحي بتاونات، حيث تغطي مساحة تناهز 150 ألف هكتار، أي ما يمثل 83 في المائة من الأشجار المثمرة في الإقليم و15 في المائة من المساحة المزروعة بالزيتون على الصعيد الوطني”.
وأوضح أن هذه المساحة تنتج ما معدله 200 ألف طن من الزيتون سنويا، أي بنسبة 15 قنطارا للهكتار في المناطق البورية، و30 قنطارا في المناطق المسقية، وهو ما يعتبر إنتاجا ضعيفا مقارنة بالمؤهلات التي يتوفر عليها الإقليم.
كما أشار إلى تسجيل انخفاض ملحوظ في الإنتاج مقارنة بالموسم السابق، حيث يُتوقع أن يصل حجم الإنتاج هذه السنة 160 ألف طن.
وبخصوص البنيات التحتية للتحويل، أبرز السيد الهاوي أن “إقليم تاونات يضم نحو ألف وحدة تقليدية لتثمين الزيتون، تنضاف إليها 20 وحدة شبه عصرية، و70 وحدة عصرية لاستخلاص الزيت، إضافة إلى وحجة لإنتاج زيتون المائدة.
وشدد المسؤول الإقليمي على الأهمية السوسيو – اقتصادية لسلسة الزيتون التي تضطلع بدور هام في الاقتصاد المحلي، لاسيما من خلال مساهمتها في خلق العديد من فرص الشغل الموسمية.
(و م ع)