بمناسبة تخليد الذكرى السادسة عشرة لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده بتاريخ 19 شتنبر 2018 ، فقد ترأس السيد عبد الحق غلاب الكاتب العام لعمالة إقليم تاونات يوم الثلاثاء 25 ماي 2021 مجموعة من الأنشطة المبرمجة بالمناسبة من طرف اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، تحت شعار: ” كوفيد 19 والتعليم، الحصيلة والآفاق من أجل تحصين المكتسبات “.
وفي هذا الإطار، فقد أشرف بمقر العمالة رفقة كل من رئيس المجلس الإقليمي لتاونات وأعضاء اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية ورؤساء اللجن المحلية للتنمية البشرية ومديري بعض المؤسسات التعليمية على تنظيم لقاء تواصلي تم خلاله تقديم عرضين الأول من طرف السيد أمين نوفل المجيد رئيس قسم العمل الاجتماعي بالعمالة حول حصيلة تنزيل المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى الإقليم برسم سنتي 2019 و 2020.
كما تم تقديم عرض من طرف السيد محمد الغوري، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية سلط فيه الضوء على أهم الإجراءات والتدابير المتخذة من طرف المديرية قصد التخفيف من تداعيات تأثير فيروس كورونا على منظومة التربية والتعليم على إثر توقف الدراسة الحضورية بصفة استثنائية ابتداء من تاريخ 16 مارس 2020 من خلال اعتماد التعليم عن بعد وتعبئة الإمكانيات البشرية واللوجستيكية لإنجاح الدخول المدرسي في ظل جائحة كورونا ، وكذا مجالات تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للمساهمة في دعم قطاع التعليم ، فضلا عن الإجراءات المقترحة لاستدامة وتعزيز المكتسبات.
وعلى إثر انتهاء أشغال هذا اللقاء، أشرف السيد الكاتب العام للعمالة على تسليم مفاتيح 7 حافلات للنقل المدرسي، كما قام رفقة الوفد المرافق له بزيارة دار الطالبة بجماعة عين لكدح التي يندرج إنجازها في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وتميز اللقاء بالكلمة الافتتاحية التوجيهية التأطيرية للسيد الكاتب العام للعمالة، أكد فيها على أهمية الموضوع الذي تم اختياره لتخليد هذه الذكرى ومبررات اختياره والتي تتمثل في العديد من الدراسات التي قامت بها بعض المؤسسات الوطنية والدولية التي أظهرت التأثير السلبي الناجم عن الوباء ، ولا سيما على قطاع التعليم، تمثل في حرمان 9 ,2 مليون تلميذ بمن فيهم أطفال التعليم الأولي من متابعة الدروس الحضورية، وأن بلادنا تواجه خطر تدني الإنجازات التي تم تحقيقها في مجال التربية والتكوين نتيجة الإغلاق المؤقت للمؤسسات التعليمية وإقرار التعليم عن بعد، وذلك بعدما عرفت زيادة في مؤشر الرأسمال البشري بنسبة 6 % خلال العشر سنوات الأخيرة.
كما تطرق للأهمية القصوى التي توليها المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ضمن برامجها لدعم قطاع التعليم وتحسين جودته بهدف ضمان تعليم منصف وشامل، وفقا لمضامين الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الأولى حول التنمية البشرية المنعقدة خلال شهر شتنبر 2019 بمدينة الصخيرات.
وللإشارة، يبلغ عدد المشاريع والعمليات المنجزة والمبرمجة برسم سنتي 2019 و 2020 على مستوى إقليم تاونات في إطار تفعيل المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ما مجموعه 214 مشروعا، رصد لها غلاف مالي إجمالي يقدر بحوالي 227 مليون درهم ، تمثل فيه مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية 224 مليون درهم، موزعة حسب مختلف البرامج. من بينها 115 مشروعا تهم قطاع التعليم بتكلفة تفوق 69 مليون درهم.
ومن بين هذه المشاريع بناء وتوسيع وتجهيز دور للطالب والطالبة ومؤسسات تعليمية وتهيئة وبناء وحدات للتعليم الأولي واقتناء حافلات للنقل المدرسي، بالإضافة إلى مشاريع تهم تقريب الخدمات الصحية من المواطنين وتحسين صحة الأم والطفل ودعم البنيات التحتية والخدمات الأساسية وإدماج الشباب في سوق الشغل وتحسين مستوى معيشتهم والرفع من دخلهم ودعم ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، وذلك تماشيا مع أهداف ومرامي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة.