احمد الزينبي
عاش مواطنون في دوار “دوار القبة ” بجماعة “البرارحة” القروية، يوم الخميس الأخير بالتزامن مع انعقاد السوق الأسبوعي، محنة حقيقية عندما كانوا على متن سيارة “ميرسيديس 207” وهم بصدد عبور الواد الذي يفصل بين كل من إقليم تازة وتاونات، بالقرب من جماعة “عين معطوف”، حيث داهمهم فيضان ووجدوا أنفسهم يواجهون الموت داخل السيارة. ولم تتدخل السلطات المحلية والجماعة القروية لإخراج المواطنين وسط الواد، في حين استنفر الحادث الساكنة المحلية التي استعانت بوسائل تقليدية لإخراج السيارة وسط الفيضان. وأعادت هذه الحادثة من جديد ملف العزلة الذي تعانيه ساكنة المناطق القروية التابعة لإقليم تازة إلى الواجهة.
وتعيش ساكنة دواوير جماعة “البرارحة” في ما يشبه العزلة، مما يؤدي إلى ارتفاع نسب الهدر المدرسي في صفوف الأطفال، خاصة التلميذات اللواتي يجبرن على ملازمة بيوت أسرهن، في غياب النقل المدرسي، ودور الطالبات، وبعد المؤسسات التعليمية، وغياب أي برامج للدعم. أما المرضى، فإنهم يتركون لآلام المرض في غياب مراكز صحية قريبة، وفي ظل انعدام وسائل النقل، وضعف حاد في الطرق التي من شأنها أن تسهل عملية نقلهم إلى المستشفى الإقليمي لتازة. ويطالب السكان عامل الإقليم بتنظيم زيارة تفقدية لهذه المناطق للإطلاع على أحوالهم، وبناء عليها إعطاء الأولوية لبرامج فك العزلة عنهم. كما يطالبون من المجالس المنتخبة تسطير مشاريع ترفع عنهم التهميش، وتربطهم بالمحيط الخارجي، خاصة وأن المنطقة تتوفر على مؤهلات بشرية وطبيعية يمكن لاستثمارها أن يخلق دينامية في الاقتصاد المحلي.