قرية المعازيز :خالد الزهواني
في مشهدٍ يندى له الجبين، تعيش مدرسة الإخوة الابتدائية بطريق آيت موسى بجماعة المعازيز، إقليم الخميسات، تحت حصارٍ خانق من الأزبال التي تطوق جدار المؤسسة التعليمية بشكل دائري، يميناً وشمالاً، في وضع يُنذر بكارثة صحية وبيئية حقيقية تهدد ما يقارب الأطفال الأبرياء داخل المدرسة وسكان الحي المجاور.
فمنذ أسابيع، وروائح النفايات الكريهة تتسلل إلى الأقسام دون استئذان، بينما تتكاثر الحشرات والبعوض حول المؤسسة، في غياب أي تحرّك ملموس من الجهات المسؤولة، وعلى رأسها المجلس الجماعي للمعازيز الذي يبدو وكأنه دخل في “سباتٍ عميق”، تاركاً المؤسسة والتلاميذ تواجه مصيرها.
والأخطر من ذلك هو لجوء البعض إلى حرق الأزبال المتراكمة بجانب أسوار المدرسة، مما يتسبب في تصاعد دخان كثيف يخترق نوافذ الأقسام وفضاءات المؤسسة، ويصل كذلك إلى منازل الساكنة المجاورة. هذا الدخان يحمل مواد سامة قد تتسبب في أضرار صحية خطيرة، خاصة بالنسبة للأطفال الذين يعتبرون الأكثر هشاشة أمام مثل هذه الملوثات.
أولياء وأمهات وآباء التلاميذ رفعوا أصواتهم، معبرين عن غضب عارم واستياء شديد من الوضع الكارثي الذي يهدد أبناءهم يومياً. كما طالب سكان المنطقة بالتدخل الفوري، مؤكدين أن المعازيز عادت إلى حالها القديم بعد تنظيف دام أربعة أيام فقط إثر الزيارة الأخيرة لعامل إقليم الخميسات، حيث تم تجنيد آليات من جماعات مجاورة لتنظيف البلدة، لكن ما إن انتهت تلك الحملة الاستثنائية حتى عاد الوضع إلى الفوضى نفسها، وعادت الأزبال لتغزو المكان بلا رقيب ولا حسيب.
إن مشهد الأزبال وهي تحاصر مؤسسة تعليمية يفترض أن تكون فضاءً للنظافة والتربية والتنشئة السليمة، يُعد وصمة عار على جبين كل من يتحمل جزءاً من المسؤولية ، وبدلاً من أن يجد التلميذ بيئة صحية تحفّزه على التعلم، أصبح يجد نفسه محاصراً بالروائح الكريهة والدخان والحشرات.
المجتمع المحلي يطالب، وبقوة، بتفعيل أدوار المجلس الجماعي للمعازيز في تدبير قطاع النظافة ورفع الأزبال فوراً من محيط المدرسة والمناطق السكنية، ومنع حرق النفايات نهائياً ومحاسبة المتسببين فيه، بالإضافة الى خلق نقطة تجميع بعيدة عن المؤسسات التعليمية وعن الساكنة، مع تخصيص برنامج منتظم لجمع النفايات حتى لا تتكرر الأزمة.
إن حماية أطفالنا ليست ترفاً ولا خياراً، بل هي مسؤولية أخلاقية وقانونية تفرض على الجميع التحرك العاجل دون تردد. وسلامة المؤسسات التعليمية يجب أن تكون أولوية قصوى لا تقبل التأجيل، لأن أي تهاون أو تباطؤ في معالجة هذا الوضع الكارثي لن يعني سوى الاستمرار في تعريض فلذات أكبادنا لخطر يومي حقيقي.
