الحي الصناعي 2 بتازة من منطقة إنتاج إلى “مزبلة” مفتوحة وسط مطالب بتدخل عاجل

متابعة : توفيق الكنبور

تحوّل الحي الصناعي  بمدينة تازة في الفترة الأخيرة إلى مصدر قلق كبير لدى الساكنة والجمعيات الحقوقية والبيئية، بعدما أصبح أشبه بـ مكبّ مفتوح للنفايات الصناعية ومخلفات عصر الزيتون والمتلاشيات، في غياب شروط الاستغلال السليم واحترام القوانين المنظمة للأنشطة الصناعية.

فحسب إفادات عدد من المواطنين، تُحيط بالحي الصناعي أكوام من مرجان الزيتون والنفايات الصلبة والمتلاشيات، إضافة إلى ممارسة أنشطة صناعية غير مراقبة قد تحمل مخاطر بيئية وصحية متعددة. ويصف سكان المناطق المجاورة الوضع بأنه “خارج عن السيطرة”، مؤكدين أن الروائح الكريهة وانتشار الحشرات والتلوث الهوائي أصبح جزءاً من الحياة اليومية هناك.

وتشير معطيات تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مدعمة بصور وفيديوهات إلى وجود أنشطة لا تراعي دفتر التحملات المعتمد وطنياً ودولياً، سواء من حيث طرق التخلص من النفايات أو من حيث معايير السلامة البيئية،
ويؤكد فاعلون جمعويون أن بعض الوحدات داخل الحي الصناعي تمارس أنشطة يُشتبه في عدم قانونيتها، أو تشتغل دون احترام شروط السلامة والبيئة المفروضة.

وأمام هذا الوضع المقلق، تتعالى الدعوات من مواطنين وفعاليات مدنية وبيئية من أجل، فتح تحقيق فوري حول طبيعة الأنشطة الصناعية داخل الحي، وإيفاد لجنة إقليمية مختصة للقيام بمعاينة ميدانية وتحديد المسؤوليات، وتقنين وتنظيم الأنشطة الصناعية بما يضمن احترام دفتر التحملات والقوانين البيئية، مع اتخاذ إجراءات صارمة في حق الوحدات أو الأنشطة المخالفة.

ويؤكد نشطاء محليون أن تلوث الحي الصناعي لا يؤثر فقط على الفضاء المجاور، بل يهدد صحة السكان ويشوّه الصورة العمرانية والاقتصادية للمدينة.

وفي ظل استمرار التدوينات والمقاطع المصوّرة التي توثّق لهذا الوضع، يترقب المواطنون تدخلاً مسؤولاً من السلطات المحلية والإقليمية من أجل وضع حدّ للتجاوزات، وحماية البيئة، وضمان ظروف سليمة للاستثمار والتنمية الصناعية بتازة.

ويؤكد المتابعون أن معالجة هذا الملف باتت أولوية مستعجلة لإنقاذ الحي الصناعي 2 من التدهور، وإعادة الاعتبار لمدينة تازة التي تستحق بيئة نظيفة وتنمية مستدامة بعيداً عن الفوضى والتلوث.