متابعة : احمد الزينبي
شهد إقليم تاونات، اليوم ، انعقاد لقاء تشاوري موسع ترأسه السيد عبد الكريم الغنامي عامل إقليم تاونات ، بمشاركة شخصيات سياسية ومنتخبين، إضافة إلى مسؤولي المصالح الخارجية وممثلي جمعيات المجتمع المدني والفاعلين الحقوقيين والإعلاميين. وقد شكّل هذا اللقاء محطة أساسية للتشخيص الجماعي لوضعية الإقليم وتبادل الرؤى حول سبل تعزيز الحكامة الجيدة ودعم التنمية المحلية.
منذ بداية الجلسة، برز أسلوب العمل الذي اختاره السيد العامل الجديد، حيث ظهر حريصاً على الاستماع لآراء ومقترحات جميع المتدخلين. وكان يدون الملاحظات بدقة، ويعيد طرح بعض النقاط للتأكد من فهمها، في خطوة لقيت استحساناً واسعاً من قبل الحاضرين الذين اعتبروا أن هذا الأسلوب يعكس إرادة صادقة لإرساء مقاربة تشاركية حقيقية.
وقد اتفقت الأغلبية الساحقة على أن “الحكامة الجيدة” تمثل مدخلاً حاسماً لإخراج الإقليم من الإشكالات المتراكمة، خصوصاً على مستوى البنيات التحتية، والخدمات العمومية، والبرامج الاجتماعية والتنموية.
ورغم مغادرة عدد من المنتخبين القاعة لأداء صلاة الجمعة، إلا أن السيد العامل ظل مرابطاً في مكانه لأكثر من خمس ساعات متواصلة، يتابع المداخلات ويبحث في تفاصيل مختلف الملفات المطروحة. هذا الحضور المستمر، وفق تصريحات عدد من المشاركين، عزز الثقة في جدية المسؤول الجديد، وأظهر استعداداً كبيراً للتواصل المباشر مع الجميع دون حواجز.
وأوضح بعض المتدخلين أن هذه الخطوة كانت “رسالة قوية” مفادها أن المسؤول الترابي الجديد يعتبر قضايا الإقليم أولوية يستوجب التعامل معها بالسرعة والصرامة المطلوبتين.
وكشفت مصادر حضرت اللقاء أن بعض الأطراف حاولت توجيه النقاش نحو قضايا ذات طابع سياسي ضيق، إلا أن السيد العامل تدخّل بحزم لقطع الطريق على أي مسار قد يخرج اللقاء عن هدفه الأساسي، مؤكداً أن هذا الاجتماع مفتوح أمام الجميع وأن الهدف منه هو تشخيص مشاكل الإقليم واقتراح الحلول بعيداً عن الحسابات السياسوية.
وقد سمح هذا التدخل بحماية الطابع التشاوري للقاء، وإعادة التركيز على قضايا التنمية الحقيقية، وهو ما أثار ارتياحاً لدى ممثلي الجمعيات والمهنيين الذين اعتبروا أن اللقاء نجح في الحفاظ على استقلاليته وشفافيته.
ترك اللقاء التشاوري أثراً إيجابياً واضحاً لدى الحاضرين، إذ عبّر العديد من الفاعلين المحليين عن ارتياحهم للطريقة التي أدار بها العامل الجديد النقاش. ووصفته بعض الفعاليات بـ”النموذج الإداري المسؤول”، بالنظر إلى قدرته على الإنصات للجميع دون تمييز، واهتمامه بقضايا المواطنين العاديين قبل المسؤولين.
كما عبّر عدد من السكان عن أملهم في أن يشكّل هذا اللقاء بداية مرحلة جديدة في مسار تنمية الإقليم، تقوم على القرب، والتواصل، والشفافية، وربط المسؤولية بالمحاسبة.
جاء هذا اللقاء التشاوري ليؤكد أن إقليم تاونات مقبل على مرحلة جديدة ترتكز على مقاربة تشاركية شاملة، يقودها عامل جديد يبدو أنه عازم على إعادة ترتيب الأولويات وبناء الثقة بين الإدارة والمواطن. كما شكل اللقاء فرصة لفتح باب النقاش حول مشاكل الإقليم بجرأة وموضوعية، ووضع أسس جديدة للتعاون بين مختلف المتدخلين.
ويُتوقع أن تعقب هذا اللقاء جلسات أخرى أكثر تخصصاً، من أجل بلورة برامج عملية تستجيب لانتظارات الساكنة، وتدفع بعجلة التنمية نحو المسار الصحيح.
