متابعة : توفيق الكنبور
تعيش جماعة أولاد زباير التابعة لإقليم تازة على وقع فوضى إدارية وعمرانية غير مسبوقة، في ظل غياب المراقبة الإقليمية وضعف حضور السلطات المحلية، ما أدى إلى احتقان واسع في صفوف المواطنين وتنامي مظاهر العشوائية بمختلف دواوير الجماعة.
وفق ما أفاد به عدد من سكان الجماعة، فإن غياب القائد عن مقر القيادة بشكل متكرر أصبح أمراً مألوفاً، مما يدفع المواطنين إلى انتظار ساعات طويلة لقضاء أغراضهم الإدارية دون نتيجة.
هذا الوضع، تقول فعاليات محلية، أدى إلى تعطيل مصالح المواطنين وإضعاف ثقتهم في الإدارة الترابية، في وقت يتهم فيه البعض الجهات المعنية بـ”اللامبالاة” و”التقصير في أداء الواجب الإداري“.
وتشير مصادر من داخل الجماعة إلى أن غياب الرقابة المباشرة من المصالح الإقليمية ساهم في ترسيخ الفوضى وضعف الانضباط الإداري، وهو ما انعكس سلباً على السير العادي للمرفق العمومي وعلى حياة الساكنة اليومية.
من جهة أخرى، تعرف جماعة أولاد زباير انتشاراً متزايداً للبناء العشوائي بمختلف دواويرها، من بينها دوار أولاد قناعة السفلى، ودوار أولاد قناعة العليا، ودوار الركبة، ودوار الشنانفة، ودوار أولاد عطية، ودوار الكاف، ودوار الطواهر، حيث تشهد هذه المناطق تشييد بنايات خارج الضوابط القانونية، دون احترام قوانين التعمير والتخطيط الحضري.
وتحذر جمعيات المجتمع المدني من أن هذا الوضع يخلق تشوهاً عمرانياً واضحاً ويهدد التوازن المجالي للجماعة، خصوصاً في ظل شبه غياب المراقبة الميدانية وتواطؤ بعض الجهات المحلية، بحسب تعبيرها.
وعلى ضوء هذه المعطيات، وجهت فعاليات حقوقية وجمعوية نداءً عاجلاً إلى السيد عامل إقليم تازة من أجل زيارة تفقدية لجماعة أولاد زباير للوقوف على حجم الاختلالات الإدارية والعمرانية، والعمل على تفعيل آليات المراقبة والمساءلة.
كما دعت هذه الفعاليات وزارة الداخلية إلى إيفاد لجنة مركزية مختصة لمعاينة واقع التعمير بالجماعة، وفتح تحقيق في أسباب تفشي البناء العشوائي ومحاسبة المتورطين في التجاوزات المسجلة.
ويؤكد فاعلون محليون أن استمرار هذا الوضع دون تدخل حازم من السلطات الإقليمية والمركزية من شأنه أن يكرّس فقدان الثقة في المؤسسات العمومية، ويزيد من إحساس المواطنين بالتهميش والإقصاء.
كما شددوا على ضرورة إعادة الاعتبار لدور الإدارة الترابية في تيسير خدمات المواطنين وحماية المجال العمراني والقانوني للجماعة، تحقيقاً لتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الداعية إلى إصلاح الإدارة وتقريبها من المواطن.
