عبد العالي دمري كاتبا إقليميا للاتحاد الاشتراكي بصفرو ولشكر يطلق النار على حكومة “باك صاحبي”

متابعة : احمد الزينبي

وسط أجواء مفعمة بالحماس السياسي والحضور الجماهيري اللافت، شهدت مدينة صفرو حدثًا بارزًا على الساحة الحزبية، حيث تم بالإجماع انتخاب عبد العالي دمري كاتبًا إقليميًا لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم صفرو، فيما تم اختيار نوفل المرس رئيسًا للمجلس الإقليمي للحزب.

اللقاء الحزبي الذي تحول إلى تظاهرة سياسية بامتياز، لم يخلُ من رسائل مباشرة ونقد لاذع وجهه إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إلى الحكومة الحالية، متهمًا إياها بانتهاج سياسة “المحاباة والولاءات” بدل الكفاءة والمسؤولية، وواصفًا إياها بـ”حكومة باك صاحبي”.

في خطابه القوي من قلب صفرو، عبّر لشكر عن قلقه من الوضع المتردي في عدد من جهات المغرب، مؤكدًا أن “مناطق بأكملها تعاني العطش ولا تجد حتى قطرة ماء”، بينما يتم استنزاف الموارد المائية في مشاريع خاصة لفائدة المحظوظين. واعتبر أن ما يجري هو نتيجة مباشرة لـ”فشل الحكومة في إدارة السياسة المائية، وعجزها عن بلورة رؤية وطنية تضمن التوزيع العادل والمنصف للثروة المائية بين كل الجهات”.

وانتقد لشكر ما وصفه بـ”الازدواجية في تدبير سياسة التعمير”، قائلاً إن المواطن البسيط في القرى والمناطق المهمشة يصطدم بعراقيل بيروقراطية للحصول على رخصة بناء أو حفر بئر، في حين تُفتح الأبواب على مصراعيها أمام “أصحاب النفوذ وأصدقاء السلطة”.

وتساءل في نبرة حادة: “كيف يمكن الحديث عن عدالة مجالية في ظل هذه الممارسات؟ كيف نطمح إلى تنمية منصفة وهناك من يُمنع من بناء بيت، بينما يحصل آخرون على عشرات الهكتارات دون حسيب أو رقيب؟”

وفي قصف سياسي مباشر، كشف لشكر عن رصد 14 مليار درهم من ميزانية الدولة لقطاع التشغيل دون أن يتم صرف درهم واحد منها، متهمًا الحكومة بـ”حجب الحقيقة عن الشعب”، ومحذرًا من تكرار سيناريوهات سابقة “استُعملت فيها أموال عمومية لأغراض انتخابية وشراء الذمم السياسية”.

كما تناول لشكر اختلالات قطاع الفلاحة، مؤكدا أن “الدعم الفلاحي والميزانيات الكبرى لا تذهب للفلاح الحقيقي بل للمقربين من دوائر القرار”، وهو ما اعتبره “تكريسا للزبونية وتهديدا خطيرا للسلم الاجتماعي”.

وفي ختام كلمته، أكد إدريس لشكر أن “المغرب اليوم لا يحتاج إلى حكومة شعارات أو علاقات شخصية، بل إلى حكومة مسؤولة تضع المواطن في صلب اهتماماتها، وتملك الجرأة السياسية والضمير الوطني لتغيير الواقع، لا ترسيخ الامتيازات”.

في ظل هذه الانتقادات والسياق الوطني الصعب، يأتي انتخاب عبد العالي دمري على رأس الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي بإقليم صفرو كتأكيد على تجديد الهياكل الحزبية وضخ دماء جديدة في العمل السياسي المحلي. ويحمل دمري، المعروف بمساره النضالي والتزامه بقضايا المواطن، مسؤولية جسيمة في إعادة بناء جسور الثقة مع الساكنة المحلية والدفاع عن قضاياها العادلة.

أما نوفل المرس، الذي تولى رئاسة المجلس الإقليمي للحزب، فيُنتظر أن يشكل مع دمري ثنائيا منسجما يسعى لتقوية الحضور الميداني والتنظيمي للحزب بإقليم صفرو، من خلال نهج سياسة القرب وتفعيل دور الحزب كمؤسسة اقتراحية ورقابية.

ما شهده اليوم إقليم صفرو ليس مجرد انتخاب داخلي حزبي، بل لحظة سياسية بامتياز، حملت رسائل قوية من القيادة الحزبية، وأكدت أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ما زال حاضرًا في المشهد، بعزيمة نضالية متجددة، واستعداد لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة، سواء محليا أو وطنيا.