تجليات الصورة والوثيقة في الذاكرة الفردية والذاكرة الجماعية للمغاربة : من خلال ندوة المهرجان الوطني لسينما المقهى في نسخته الثالثة بتازة

في إطار أهداف جمعية مهرجان سينما المقهى بتازة، الرامية إلى إنعاش المشهد الثقافي وخلق دينامية فنية، وخاصة مجال السينما، للمساهمة في بناء مجتمع تسوده القيم النبيلة لما لهذا المجال من دور مهم في حياة المجتمع بإغناء الثقافة وإشاعة القيم الجمالية ، وتماشيا مع نفس الفلسفة والاستراتيجية التي تنهجها الجمعية لتجذيرالسينما في الحياة الثقافية من أجل جعل المقهى فضاء ذا أبعاد ثقافية وفنية، تم تنظيم مؤخرا الدورة الثالثة للمهرجان الوطني لسينما المقهى بتازة تحت شعار « السينما ورهان تمثل الماضي « عزيز زروقي مدير المهرجان صرح للجريدة ان هذا النوع من المهرجانات المتعلق بالفيلم القصير في صنفه المحترف، يسعى جاهدا للمساهمة في تنشيط المشهد الثقافي والسينمائي محليا ووطنيا، والمساهمة في تنمية الحس الفني والنقدي وإتاحة فرص اكتساب مبادئ قراءة وتحليل الأفلام السينمائية ، والاهتمام بقضايا السينما الوطنية وتشجيعها بالمشاهدة والتحليل والنقد والاطلاع.
إلى ذلك، أسدل الستار المهرجان الوطني لسينما المقهى المنظم في دورته الثالثة بمدينة تازة في الفترة الممتدة من 20 إلى 22 دجنبر 2018، بدعم من المركز السينمائي المغربي وبشراكة مع مجلس جهة فاس مكناس وبتعاون مع المجالس المنتخبة وعدد من المصالح الخارجية بمدينة تازة.
الدورة تميزت بمشاركة 20 فيلما في المسابقة الرسمية للفيلم القصير، مع تسجيل انفتاح على الفيلم الامازيغي، كما تم عرض شريطين مطولين «لحنش» لمخرجه إدريس مريني، وفيلم «حياة» للمخرج رؤوف صباحي، كما تم عرض الأفلام القصيرة المشاركة في العديد من المقاهي بمختلف أحياء مدينة تازة.
وقد شهدت هذه الدورة أنشطة فكرية وتربوية تمثلت في ندوة السينما والذاكرة الفردية والجماعية، بقاعة غرفة التجارة والصناعة بمشاركة أساتذة وأكاديميين بمداخلات نظرية ذات حمولة بحثية وتشكل قيمة مضافة في مجال الصورة والوثيقة في ارتباطهما بالذاكرة الفردية في علاقتها بالذاكرة الجماعية يتعلق الأمر بالدكتورة خديجة لقباقبي اليعقوبي د : حميد تيتاو د: بوجمعة العوفي د: عياد ابلال ذ : عبد الإلاه بن هدار د: سعيد احبايلي ، وكذلك ماستر كلاس بالمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة، من تأطير د : هشام رفيع
كما تم زيارة بعض المدارس خارج المدار الحضري وداخل المدينة حيث فتحت العديد من المؤسسات التعليمية وغيرها أبوابها لفعاليات المهرجان، منها السجن المحلي بتازة ، دار العجزة، دار الطالب باب مرزوقة، دار الفتاة تازة، والمؤسسات التعليمية بالإقليم .
وفي كلمة تلاها المخرج «مصطفى مضمون» وقبل الإعلان عن الفائزين بالجوائز ، توجهت لجنة التحكيم بكل أعضائها (مصطفى مضمون وأحمد سيجلماسي وفايزة اليحياوي) بالشكر الجزيل لكل من اللجنة التنظيمية للمهرجان الوطني لسينما المقهى في نسخته الثالثة، لأنها وفرت لها شروطا ملائمة لمشاهدة الأفلام ومناقشتها، متمنية للمهرجان الفتي مزيدا من التطور والتقدم في الدورات القادمة.
وبعد مشاهدة كل فيلم من الأفلام المتبارية، التي بلغ عددها العشرون (20)، ومناقشته بشكل مستفيض، ارتأت اللجنة أولا، وبإجماع أعضائها، أن تمنح تنويهين خاصين التنويه الأول لممثل شاب عن أدائه الجيد والمقنع في فيلمين مشاركين في المسابقة.يتعلق الأمر ببطل فيلمي « الأرجوحة « لطارق رسمي و» قناع « لحسن معناني .. إنه الفنان رشيد العماري. التنويه الثاني لفيلم بذل فيه مخرجه مجهودا ملحوظا .. يتعلق الأمر بفيلم «قناع» لحسن معناني. وفيما يتعلق بالجوائز النهائية منحت اللجنة جائزة السيناريو مناصفة لفيلمي «آسية « من إخراج مليكة الزايري و» في الطريق إلى الجنة « من إخراج عبد الإله عماري بالنظر إلى لقوة الفكرة وراهنية الموضوع المعالج.
فيما عادت جائزة الإخراج مناصفة للفيلمين «حسانة بلا ما» من إخراج علي شريف و»صمت الجدران» لمحمد كومان نظرا لإيقاعهما المتوازن
أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة ونظرا لتماسك عناصره التعبيرية تعلن لجنة التحكيم عن فوز فيلم «الأرجوحة» من إخراج طارق رسمي وباعتزاز كبير منحت اللجنة الجائزة الكبرى لفيلم «الزنزانة» من إخراج ربيع الجوهري نظرا لقوته التعبيرية وتميزه التقني وعمقه الإنساني.
ويسعى مكتب للجمعية وهو يشكل قبلة للعديد من الضيوف من كل الجهات فنانين وأدباء ورجال تربية وتعليم، بأن يكون له وقع ايجابي على رواد المقاهي إسوة بالمقاهي الأدبية وذلك وفق تصور تنظيمي جديد ، مع بلورة افكار خلاقة تطمح من خلالها الجمعية العمل على تطوير نفسها ، ويبقى أمل المنظمين كبيرا في أن يحظى هذا المهرجان بدعم الجميع حتى يبقى تقليدا سنويا تسعى الجمعية من خلاله إلى تحقيق تنمية اقتصادية ونهضة سينمائية مدنية وهادفة