والي أمن فاس: استراتيجية ناجحة في مكافحة الجريمة وتحديث الإدارة

متابعة :احمد الزينبي

تعيش مدينة فاس، العاصمة العلمية للمملكة، تحوّلاً ملحوظاً في المجال الأمني، بفضل المقاربة الفعالة التي ينهجها السيد اوعلا اوحتيت والي أمن المدينة، والتي تستند إلى أسس النجاعة، الشفافية، والدينامية المستمرة، هذا التحول لم يكن صدفة، بل هو نتاج عمل دؤوب وتخطيط استراتيجي يهدف إلى ترسيخ الأمن بمفهومه الشامل، وتعزيز ثقة المواطن في المؤسسة الأمنية، وجعل المدينة فضاء آمناً للاستثمار والسياحة.

من أبرز ملامح التغيير الذي شهدته مدينة فاس، تحت قيادة والي الأمن، هو النجاعة العالية في الأداء الأمني، سواء على مستوى التدخلات الاستباقية أو سرعة معالجة الشكايات او السير والجولان… ، لم تعد الإدارة الأمنية تشتغل بمنطق رد الفعل، بل باتت تعتمد التحليل الاستباقي للمخاطر، مما مكن من محاصرة منابع الجريمة وتفكيك الشبكات الإجرامية قبل تنفيذ مخططاتها.

وفي المقابل تم اعتماد منظومة إدارية حديثة، ترتكز على الرقمنة وتبسيط المساطر، مما سهل عملية التواصل بين المواطن والإدارة الأمنية ، والي الأمن أعطى أهمية قصوى لتأهيل العنصر البشري، من خلال دورات تكوينية مستمرة، وتكوينات تخصصية في ميادين متعددة، تشمل الأمن السيبراني، التدخل السريع، وحقوق الإنسان.

ما يميز المقاربة الأمنية بفاس هو شموليتها، فهي لا تقتصر على الردع والزجر، بل تنفتح على البعد الوقائي والتواصلي، هناك حرص دائم على إشراك المجتمع المدني في نشر ثقافة الأمن، وتعزيز شراكة حقيقية مع مختلف المتدخلين: سلطات محلية، جمعيات، مؤسسات تعليمية، مواطنين ،منتخبين.

وقد تم إطلاق حملات توعوية في الأحياء الشعبية، وتعزيز الحضور الأمني في المناطق التي كانت تعرف بعض الهشاشة الأمنية، وهو ما انعكس إيجاباً على الإحساس العام بالأمان لدى المواطنين.

بفضل العمل الميداني المكثف والمقاربة المعلوماتية الذكية، شهدت فاس تراجعاً ملموساً في معدلات الجريمة، سواء تعلق الأمر بالسرقات، الاعتداءات، أو حتى الجرائم المنظمة المرتبطة بترويج المخدرات أو الهجرة غير النظامية.

فرق خاصة من الأمن، مدعومة بأحدث التجهيزات والتقنيات، نفذت عمليات نوعية في عدة مناطق، وأسفرت عن تفكيك شبكات خطيرة، وتوقيف عناصر كانت تشكل تهديداً للأمن العام.

انعكاس هذا الاستقرار الأمني لم يقتصر فقط على المواطن الفاسي، بل شمل كذلك الزوار والسياحي بمدينة فاس، بما تزخر به من مؤهلات حضارية وسياحية، عرفت في الآونة الأخيرة انتعاشاً ملحوظاً في النشاط السياحي، وهو ما يعزى بشكل مباشر إلى تحسن الوضع الأمني.

السائح اليوم يتجول في المدينة العتيقة، والأسواق، والمواقع التاريخية، وهو يشعر بالأمان والطمأنينة، هذه الصورة الإيجابية تساهم في تعزيز جاذبية المدينة، وتشجع على المزيد من الاستثمارات السياحية والثقافية.

ومن العوامل التي ساهمت في نجاح هذه المقاربة الأمنية، هو الحضور الديناميكي لعناصر الأمن، الذين يتمتعون اليوم بمستوى عالٍ من المهنية والانضباط، هناك حرص دائم على احترام القانون، التعامل الإنساني مع المواطنين، وتكريس الشفافية في الممارسة اليومية.

الاحتكاك اليومي للمواطن برجال الأمن بات أكثر إيجابية، وهو ما يعكس مستوى الثقة المتزايد بين الطرفين، هذا التغيير في العقيدة الأمنية لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة مباشرة لتوجيهات والي الأمن، الذي يسهر على تطبيق القانون في إطار احترام كرامة الإنسان وحقوقه.

تجربة السيد اوعلا اوحتيت والي أمن فاس في تدبير الشأن الأمني تعد نموذجاً يُحتذى به وطنياً، لما حققته من نتائج ملموسة على أرض الواقع، الأمن في فاس لم يعد مجرد شعار، بل أصبح واقعاً معيشاً، يؤطره عمل احترافي، وتدبير إداري حديث، وتفاعل إيجابي مع انتظارات المواطن.

إن استدامة هذه الدينامية تتطلب مزيداً من الدعم والتثمين، حتى تظل فاس مدينة آمنة، نابضة بالحياة، ومقصداً مفضلاً للعيش، العمل، والسياحة.