بقلم ذ ـ يوسف السوحي*
بالرغم من تأكيد بعض المصادر القريبة من إدارة الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس ،على أن الدورة 15 من المعرض ستنظم في أكتوبر 2022 ،إلاّ أن المتتبعين للشأن العام المحلي يؤكدون على أن عجز المجالس المتعاقبة على تذبير وتسيير شؤون الحاضرة الاسماعيلية منذ أكثر من عقد من زمان، في بناء فضاء قار للمعرض قد عجل بالموت الكلينيكي لهذه التظاهرة الدولية في الفلاحة، التي حققت التجديد والتنوع في المزروعات الفلاحية الوطنية ،وواكبت التحول الجدري لها من خلال مشروع المغرب الأخضر ،لتأتي جائحة كورونا وتقضي على حلم المكناسين و المكناسيات في استمرار حدث اقتصادي ضخم ،تم انشائه بإرادة ملكية ورئاسة فعلية لكل دوراته، ملتقى يخلق رواج تجاري ومناصب للشغل ويجلب استثمارات ضخمة للعاصمة الاسماعيلية ، كما يمكن هذا المعرض، الذي يشكل فضاء للتبادل والتواصل، على مر السنوات من ترسيخ حضوره كحدث سنوي كبير بالنسبة للمهنيين والجمهور الواسع. ويعزى النجاح الهام الذي راكمه المعرض على مدى 14 سنة إلى أنه يقدم أفضل ما يتحقق عالميا من منجزات في مجال الفلاحة والصناعة الغذائية…، بل أصبح هذا المعرض منذ إطلاقه في ربيع عام 2006، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مع مرور السنين، إطارا مرجعيا في مجال مواكبة تنمية القطاع الفلاحي، ومنصة رائدة للأعمال وقبلة لأعداد متزايدة من الفاعيلن والزوار القادمين من مختلف بقاع العالم.
وكانت الدورة السابقة استقطبت 1365 عارضًا بمعدل وفاء يزيد عن 85 في المائة و850 ألف زائر. وعرفت مشاركة 60 دولة من بينها 22 دولة إفريقية و16 دولة أوروبية و8 دول أمريكية و13 دولة آسيوية ودولة أوقيانوسية، إلى جانب عقد 200 اجتماع رفيع المستوى وتوقيع 42 اتفاقية وتنظيم 35 ندوة
لكن تبقى هناك أسباب ذاتية وأخرى موضوعية ستفرض نفسها بشكل كبير على المشهد العام بخصوص هذا الموضوع، فوزير الفلاحة في الحكومة السابقة السيد عزيز أخنوش الذي طالب من عبد الله بووانو رئيس مجلس جماعة مكناس في الولاية السابقة ، بناء فضاء للمعرض… ،هو اليوم رئيسا للحكومة سيبقى له القرار الاول والاخير في حسم مصير هذه التظاهرة الاقتصادية الهامة ،كما أن انتخاب السيد جواد باحجي صاحب الاختصاص ،وابن وزارة الفلاحة على رأس مجلس جماعة مكناس يعني الشيء الكثير ،بالاضافة إلى انتخاب السيد جواد الشامي عضوا بمجلس النواب عن حزب الاصالة والمعاصرة، الذي هو جزء أساسي من الاغلبية الحكومية، سيتطلب من الادارة المركزية إعادة ترتيب أوراق الجمعية المشرفة على تنظيم المعرض الفلاحي بما يخدم مصالحها..، إذن من خلال كل هذه المعطيات الاساسية يتضح أن تنظيم نسخة جديدة من الملتقى الدولي للفلاحة هذه السنة هو مطلب له راهنيته، بهدف تحقيق اقلاع اقتصادي فلاحي ،ودعم الصناعات الغذائية والمهن المرتبطة بالصناعات الفلاحية، والمحافظة على مناصب الشغل في هذا القطاع الحيوي والاستراتيجي، وطرح إشكالية الماء والموارد المائية على طاولة النقاش ، خصوصا وأن بلادنا تعاني من قلة الامطار ويهددها شبح الجفاف …يتبع
*رئيس فرع الفدرالية المغربية لناشري الصحف بجهة فاس مكناس