يواصل نظام العسكر الجزائري تمثيل مسرحياته السخيفة، في محاولات فاشلة لتصدير أزماته الداخلية وفشله الدبلوماسي الذريع سواء على المستوى الإقليمي او القاري او الدولي.
وفي هذا الإطار، وإمعانا منه في استفزاز ومعاداة المغرب، اعدّ نظام كابرانات فرنسا أمس الأربعاء، مسرحية أخرى ادعى من خلالها ان مصالح المديرية العامة للامن الوطني الجزائري “أفشلت مخطط مؤامرة” تعود بوادره إلى عام 2014 بمساعدة من “إسرائيل” و”دولة أخرى من شمال أفريقيا”.
ولئن كان حكام كوريا الشرقية لم يسموا هذه “الدولة الشمال افريقية”، فإن قصدهم هو المغرب الذي يعتبرونه “عدوهم اللدود” وعقدتهم المرضية الأبدية.
وأضافت قناة الصرف الصحي للعسكر، التي أوردت هذا الخبر الفضيحة، أن “هذا المخطط كان يستهدف تنفيذ عمل مسلح داخل التراب الجزائري بالتواطؤ من الداخل لأطراف يتبنون النزعة الانفصالية” في إشارة إلى حركة فرحات مهني “الماك”، التي تطالب باستقلال منطقة القبائل، والتي صنفها نظام الكابرانات “حركة إرهابية”، رغم ان كل أنشطتها تتسم بالسلمية وان مناضليها لم يصدر عنهم أي سلوك عنيف وأحرى ان يكون ارهابيا، وأغلبهم يعيش فوق التراب الفرنسي، إلا ان جنرالات الجزائر لا يستطيعون ان يعصوا “ماماهم” فرنسا رغم كل المناورات وكل التصريحات التي يعلنون عنها ضدها والتي لا تعدو ان تكون مجرد ذر الرماد في الاعين ومحاولة لاقناع الجزائريين بان نظام العسكر ليس له علاقة بالمستعمر الفرنسي…
المضحك في الأمر، هو أن القناة الرسمية للعسكر، أوردت خبر الإعلان عن تفكيك الخلية الإرهابية المفبركة مرفوقا بدعاية لما سمته “الريبورتاج” الذي ستكشف من خلاله “خيوط هذه المؤامرة بالأدلة الدامغة المشفوعة باعترافات عناصر هذه المجموعة الإرهابية الذين جرى توقيفهم بحر هذا الأسبوع” وهو “الريبورتاج” الذي بثته بالفعل مساء الرابعاء تحت عنوان “سقوط خيوط الوهم”.
انتظر المغاربة ومعهم الجزائريين، هذا الريبورتاج بشغف لمعرفة “خيوط الوهم” التي قالت القناة إنها ستكشف عنها، إلا أن الريبورتاج جاء خاليا من “الأدلة الدامغة” التي ادعت القناة انها ستقدمها للمشاهدين كما ان ما قدمته لا يرقى إلى مستوى الريبورتاج ولا يمكن ان يصنف ضمن أي جنس صحفي لأنه بكل بساطة مليء بالاكاذيب والمغالطات الهادفة إلى إقناع الرأي العام الجزائري بان هناك أخطار تحدق بالجزائر، وبالتالي دفعهم إلى العزوف عن الاستمرار في حراكهم الشعبي المعارض لنظام العسكر والمطالب برحيل كل رموزه الفاسدة.
كما أن الإعلان عن تفكيك ما يسمى خلية إرهابية وربطها مع المغرب وإسرائيل، يهدف إلى استعداء الجزائريين والدول العربية والإسلامية للمغرب، وإظهار جنرالات الجزائر في ثوب المنقذ والبطل الذي يدافع عن مصالح الأمة العربية والقضية الفلسطينية المفترى عليها.
والأهم في الأمر، هو توقيت الإعلان عن تفكيك هذه الخلية المفبركة، وهو من الأسباب الرئيسية التي أجبرت كابرانات فرنسا على الإسراع في اصطناع الحدث/اللاحدث وإعداد مسرحية لإخراجه ليلا على شكل ما سمته قناة صرف قاذوراتهم “ريبورتاجا”.
توقيت الإعلان يؤكد ان الأمر يتعلق بمحاولة فاشلة أخرى من نظام العسكر في كوريا الشرقية للهروب إلى الأمام، إذ أنه جاء مباشرة بعد إعلان اسبانيا تفكيك خلية إرهابية تتكون من خمسة جزائريين، في كل من مدريد وبرشلونة، وقد تأكد للمحققين والمخابرات في اسبانيا أن زعيم الخلية كان يدير العمليات من الجزائر لكي يتفادى الإجراءات الأمنية باسبانيا ويبعد عن الخلية شبهة الارهاب.
توقيت الإعلان عن تفكيك هذه الخلية المزعومة، يأتي أيضا مباشرة بعد إعطاء الانطلاقة الرسمية لمشروع رائد في مجال التسويق الرقمي، وهي المنصة الرقمية المخصصة للتسويق الترابي وتشجيع الاستثمار في العيون “laayouneeconnect.com”.
ما أغاض نظام كابرانات فرنسا، الداعم الرسمي لمرتزقة البوليساريو، هو أن هذا المشروع يعد أول مشروع اقتصادي ممول من طرف الولايات المتحدة الأمريكية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وهو ما يفند ادعاءات الجنرالات وأبواقهم الدعائية بان الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء مجرد تغريدة للرئيس السابق دونالد ترامب، وها هو الرّد يأتيهم من إدارة بايدن التي قررت البدء في تنفيذ مخرجات قرار الاعتراف بمغربية الصحراء والدور المنوط بقنصلية واشنطن بالداخلة الذي يروم تحريك عجلة الاقتصاد في الصحراء المغربية وجلب الاستثمارات الأمريكية والأجنبية إلى المنطقة…
إعلان نظام العسكر عن تفكيك خلية ارهابية مفبركة، هو محاولة لإقناع العالم بان الطغمة العسكرية ومخابراتها المتحكمة في رقاب الجزائريين منذ استقلال البلاد، لا علاقة لها بالإرهاب سواء في الجزائر أو في تسليح ودعم مرتزقة البوليساريو الإرهابيين، وكذا الجماعات الإرهابية بمالي ومنطقة الساحل وبالحدود مع تونس وليبيا وتشاد والنيجر…