متابعة: خديجة حضري
في بادرة لاقت استحسانًا واسعًا في الأوساط التربوية، وجهت المديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بخنيفرة، السيدة صفاء قسطاني، رسالة تهنئة إلى نساء ورجال التعليم بمناسبة اليوم العالمي للمدرس، الذي يصادف الخامس من أكتوبر من كل عام.
هذه الخطوة، وإن كانت رمزية في ظاهرها، تحمل دلالات عميقة على مستوى ترسيخ ثقافة الاعتراف بمكانة المدرس داخل المنظومة التربوية، وعلى مستوى التحفيز المعنوي الذي ينعكس بشكل مباشر على أداء الفاعلين التربويين وجودة التعليم.
في رسالتها، شددت قسطاني على التقدير الكبير الذي تحظى به أسرة التعليم، معتبرة أن الاحتفاء بالمدرس لا ينبغي أن يكون مناسبة عابرة، بل سلوكًا مؤسساتيًا دائمًا، يُعيد الاعتبار لأدوار المدرسين الحيوية في بناء الأجيال وصناعة مستقبل الوطن.
ويأتي هذا الاحتفاء في وقت تتزايد فيه التحديات داخل قطاع التعليم، ما يجعل من واجب الإدارة، على مختلف مستوياتها، العمل على توفير مناخ داعم ومحفز يليق بمكانة المدرسة العمومية ومكوناتها الأساسية.
كما أن مبادرة المديرة الإقليمية بخنيفرة تفتح الباب أمام تساؤل عريض: هل يمكن لأي مشروع تنموي أن ينجح دون الاعتراف العملي والرمزي بمكانة المدرس؟ فكل إصلاح حقيقي يبدأ من المدرسة، وأي مدرسة دون مدرس محفز ومكرّم، تظل مجرد بنية بلا روح.
لذلك، تبقى خطوة قسطاني جديرة بالتنويه، ليس فقط لأنها تكرّم المدرس، بل لأنها تذكّرنا جميعًا بأن أول طريق للإصلاح هو الاعتراف بالجنود الحقيقيين في الميدان: نساء ورجال التعليم.