متابعة : احمد الزينبي
في خطوة تعكس روح المواطنة الصادقة والانتماء العميق للأرض، أطلق عدد من شباب أولاد عمر والزياتن، بمشاركة متطوعين آخرين من أبناء المنطقة، مبادرة تطوعية هامة تهدف إلى إصلاح وترميم المقطع الطرقي الخطير بعين رمانة، التابعة لجماعة الكوزات بإقليم تازة، وهي النقطة التي تُعد من أخطر وأسوأ مقاطع الطريق الرابطة بين جماعة الكوزات وجماعة وتايناست عبر أولاد عمر.
لطالما شكلت منعرجات عين رمانة تهديدًا حقيقيا على مستعملي الطريق، خاصة السائقين الذين يواجهون صعوبة كبيرة في القيادة خلال الصعود والنزول، بسبب التعرجات الحادة والانحدارات الخطيرة، إضافة إلى الحالة المهترئة للطريق التي تفتقر لأدنى شروط السلامة.
ومع غياب التدخلات الرسمية، تحوّلت هذه النقطة إلى مصدر قلق دائم للساكنة، الذين يعتمدون على هذه الطريق بشكل يومي في تنقلاتهم نحو الأسواق، المؤسسات التعليمية، والمرافق الصحية.
ورغم قلة الإمكانيات وغياب المعدات والآليات، لم يتردد شباب أولاد عمر والزياتن في تولي زمام المبادرة بأنفسهم، حيث قاموا بأعمال تجصيص وترميم يدوية باستخدام مواد بناء بسيطة متوفرة محليًا، بهدف التقليل من خطورة هذا المقطع الطرقي.
هذه المبادرة، التي نُفذت بروح تطوعية خالصة، تعكس حسًا عاليًا بالمسؤولية والانتماء المجتمعي، وتجسّد صورة مشرقة لشباب المنطقة الذين رفضوا الاستسلام للواقع وقرّروا أن يكونوا جزءًا من الحل.
ورغم أن الأشغال التي تم تنفيذها ساهمت بشكل كبير في تحسين الوضع، إلا أن الطريق ما زالت تضم مقاطع أخرى في حالة جد متدهورة، تُقدّر بحوالي 150 مترًا، تحتاج إلى تدخل عاجل، نظرًا لخطورتها البالغة وصعوبة المرور بها، خاصة في فصل الشتاء حيث تزداد معاناة السائقين بفعل الانزلاقات وانجراف التربة.
أمام هذا الوضع، تُوجّه ساكنة أولاد عمر والزياتن نداءً إنسانيًا إلى كافة الجهات القادرة على المساهمة، سواء من المحسنين، أو فعاليات المجتمع المدني، أو المنتخبين، أو المؤسسات المعنية، من أجل تقديم الدعم اللازم لاستكمال أشغال الترميم وتحسين وضعية الطريق.