قال منيب يونان، رئيس الاتحاد اللوثري العالمي، إن “الحل الأنسب لإشكالية الأقليات في دار الإسلام سياسي أكثر منه ديني، من خلال بناء دولة المواطنة، حيث تسود الديمقراطية والمساواة والإنصاف”، مضيفا أن “المرجع الديني يسير في هذا المنحى، باعتبار أن الله خلق الإنسان على صورته وكرامته”.
وتابع المتحدث ذاته، في تصريح لأحداث الجهات، بأن “المساواة بين الناس هي القاعدة الذهبية لبناء وطن يسع الجميع، فيما الاعتقاد يبقى أمرا ذاتيا خاصا بين العبد وربه”، وحذر من عودة عصر الظلمات الغربي، والصراع بين البروتستانت والكاثوليك، مضيفا أن “الشرق الأوسط يضم قنابل موقوتة، قابلة للانفجار في أي حين”.
الباحث المغربي في الشأن الديني، محمد عبد الوهاب رفيقي، شدد في طرحه على أن الحل مضمون بقوة التأصيل الشرعي الإسلامي، من خلال المقاربة المقاصدية، التي توضح أن هناك مشتركا بين المسلمين وغيرهم، كالعيش المشترك وتحقيق إنسانية الإنسان.
لذا فالأصول الكبرى للإسلام، يقول رفيقي، “تدعو إلى الحكمة والعدل والمساواة، مما يشكل أساسا لبناء دولة الإنسان، كفضاء للعيش الكريم، والتنوع والاختلاف داخل دائرة المسلمين (سنة وشيعة)، وبينهم وبين الغير المخالف (مسحيين ويهود…)”.
أما العلامة الشيعي اللبناني السيد علي أمين، فأكد أن الخروج من دوامة الصراعات الطائفية والمذهبية في حاجة إلى “تحرك حكماء الأمة من كبار القادة فيها بإيران والسعودية، من أجل إطفاء نار هذه الفتن التي تندلع في غير مكان وتستهدف وحدة الأمة”.
وحمل صاحب كتاب السنة والشيعة أمة واحدة (إسلام واحد واجتهادات متعدّدة) المسؤولية الكبرى للحكام وولاة الأمور والعلماء، مضيفا أن “الصراعات التي تحصل ليست بدافع ديني أو مذهبي، لأننا عشنا في هذا الشرق دهرا بمختلف طوائفنا وأدياننا دون صراعات”. “إننا لن نرضى بغير الحب دينا”، يقول أمين لأحداث الجهات.
المرجع اللبناني ذاته أكد أن “الصراعات الطائفية ذات بعد سياسي تحت مظلة دينية، لأنها تتركز حول النفوذ والسلطة بين دول وجماعات توظف المعطى الديني من أجل الاستقطاب”. ويستدرك علي أمين: “المذاهب لن تحمينا ولا طوائفنا ولا أحزابنا ولا جماعاتنا، لأن العلاقة مع الآخر تكون من خلال منظومة القيم والمبادئ الإنسانية، التي تجعل الناس سواسية، لا تفرق بينهم أعراق وألوان”.