متابعة: احمد الزينبي
منذ تعيين السيد عبد اللطيف النحيلي عاملاً على إقليم الخميسات في أكتوبر 2024، شرع في تنفيذ خطة عمل طموحة تهدف إلى تعزيز التنمية البشرية، وتحسين البنية التحتية، ودعم الاستثمار، وتشغيل الشباب، والارتقاء بجودة الحياة في الإقليم، عبر العمل الميداني المتواصل والتواصل البناء مع مختلف الفاعلين المحليين.
ومن ضمن الأولويات السيد عبد اللطيف النحيلي عامل إقليم الخميسات ، التركيز على التنمية البشرية، إذ يسعى إلى تحسين الخدمات الاجتماعية، خاصة في المجال الصحي والتعليمي وفي محاولة لرفع مستوى التعليم وإتاحة الفرص أمام الشباب ، كما أشرف على مشاريع لتزويد المؤسسات التعليمية بالماء الصالح للشرب، مما يساهم في خلق بيئة مدرسية صحية وآمنة.
ويمثل العالم القروي أحد أبرز التحديات التي تعنى بها عمالة الخميسات، حيث وجه النحيلي اهتمامه لتقوية البنية التحتية في القرى، من خلال تهيئة الطرق والمسالك القروية، وتوسيع شبكة الكهرباء، وتحسين الإنارة العمومية ، كما يحرص على زيارات ميدانية مفاجئة لتقييم الوضع الفعلي عن قرب والاستماع إلى مطالب الساكنة، بهدف تنفيذ المشاريع التي تلبي حاجاتهم الحقيقية.
وفي إطار تحسين جودة الحياة، بدأ العامل النحيلي في خطوات أولية نحو تنظيم الفضاءات العامة، عبر مراقبة الأسواق، وترتيب الساحات والطرقات العمومية، والتنسيق مع السلطات المحلية لضمان احترام الملك العمومي، ومنع العشوائية التي تؤثر سلباً على النسيج العمراني وحركة السير.
تحت إشراف السيد عبد اللطيف النحيلي، شرع في تعزيز البنية التحتية الأساسية، حيث تم البدء في مشاريع لتقوية الطرق الإقليمية والجهوية، وترميم المسالك الجماعية، بالإضافة إلى تحسين شبكات الماء والكهرباء في المناطق الحضرية والقروية ، كما تضمنت خططه دعم مشاريع محطات معالجة المياه العادمة، بما يضمن حماية البيئة وتحسين جودة حياة السكان.
أدرك العامل النحيلي أهمية الاستثمار كرافعة أساسية للنمو الاقتصادي، وعمل على تسهيل مساطر الاستثمار في الإقليم، وتطوير البنية التحتية التجارية مثل تدشين سوق السمك بجماعة جمعة مول البلاد. كما أولى اهتمامًا خاصًا لمشاريع تشغيل الشباب، من خلال دعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع مبادرات التشغيل الذاتي، وتعزيز التكوين المهني.
يتميز العامل عبد اللطيف النحيلي بأسلوب عمل هادئ وجاد بعيد عن الصخب الإعلامي، مع حرصه على التواصل المستمر مع المنتخبين والفاعلين المحليين، عبر تنظيم لقاءات تواصلية دورية، وإشراكهم في اتخاذ القرارات التنموية، مما يعزز من انسجام الجهود ويرفع من فرص إنجاح المشاريع.
رغم البداية المشجعة، تواجه عامل الخميسات تحديات كبيرة تتمثل في قصر الفترة الزمنية منذ التعيين، والحاجة إلى موارد مالية وتقنية أكبر لتنفيذ كل المشاريع الطموحة. كما أن تنسيق الجهود بين مختلف المصالح والفاعلين المحليين يمثل عاملًا حاسمًا لتحقيق الأهداف المنشودة.
ومع ذلك، فإن العوامل الإيجابية التي يجسدها عامل الخميسات تبعث على التفاؤل بمستقبل أفضل للإقليم، حيث تبدو الإرادة واضحة في تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس.
الزيارة المفاجئة الأخيرة لعامل الإقليم إلى مدينة المعازيز شكّلت نقطة تحوّل حقيقية في مسار التنمية المحلية ، حيث أعطى تعليمات صارمة بإطلاق حملة نظافة شاملة وإعادة الاعتبار للمجال الحضري والخدماتي، في تجاوب مباشر مع انشغالات الساكنة وملاحظات الإعلام المحلي، ما خلف ارتياحًا واسعًا لدى الساكنة، التي شعرت لأول مرة منذ سنوات بأن صوتها مسموع.
الزيارة كانت بمثابة رسالة قوية مفادها أن زمن التراخي قد انتهى، خاصة مع مؤشرات توحد المعارضة داخل المجلس الجماعي، وهو ما قد يُسرّع من وتيرة المصادقة على مشاريع تنموية حيوية ستُعيد الحياة إلى مدينة كانت على وشك الاختناق، واليوم الأنظار تتجه اليوم إلى مدينة المعازيز إقليم الخميسات باعتبارها نموذجًا للتحول الممكن حين تتقاطع الإرادة السياسية مع التفاعل الميداني المسؤول.
في زمن تتطلب فيه التنمية المحلية قيادة جادة، برز اسم السيد عبد اللطيف النحيلي كأحد أبرز الفاعلين الذين أعادوا رسم ملامح إقليم الخميسات برؤية تنموية متكاملة.
من خلال حضوره الميداني الدائم، وحُسن تدبيره للملفات الاجتماعية والاقتصادية، استطاع أن يرسّخ نموذجًا جديدًا في الحكامة الترابية، عنوانه القرب من المواطن، والتفاعل مع حاجياته الحقيقية، بعيدًا عن منطق التسيير التقليدي والمقاربات البيروقراطية.
ما يميّز مسيرة النحيلي ليس فقط ديناميته الإدارية، بل أيضًا انفتاحه السياسي المسؤول، وقدرته على توحيد الجهود وخلق تقاطعات بين مختلف المتدخلين، بما يضمن تنزيل مشاريع ذات أثر ملموس.
وفي ظل هذه المقاربة المتقدمة، يُنتظر أن يعرف إقليم الخميسات خلال المرحلة المقبلة قفزة نوعية على كافة المستويات، تجعل منه فضاءً واعدًا للاستثمار، وقطبًا تنمويًا حقيقيًا يُحسّن واقع المواطن ويعزّز حضور الإقليم على الخريطة الوطنية للتنمية.