يوسف مكوري
الرفيق : خالد الناصري اسمح لي إذا تجرأت وأعطيت الحق لقلمي بالرد على ما جاء على لسانك. بخصوص البيان الذي خطه قلة قليلة -إن شئت من الرفاق- واعتذر إن انتهكت حرمة مقامك وأزعجتك بكلام لا يليق بسمو معاليك ويفسد عليك نشوة التلذذ بالكعكة الجديدة ويذهب عنك سكرات الانتشاء بالنصر المبين على الخصوم والمشوشين و الحاقدين . في البداية أجدني أتساءل لماذا أتعبت نفسك للرد ؟ وأنت القائد السياسي الهمام الذي لايشق له غبار في عالم السياسة والتحليل والفهم العميق للحياة السياسية، على اللذين هم في حاجة للعودة إلى مقاعد الدراسة ليتفقهوا في فهم السياسة، طبعا تحت رعايتكم وفي كنف علمكم الوافر الفياض وبين أحضان المدرسة التي عينتم على رأسها لمدة لا يعلمها “إلا الله والراسخون في الريع”. ولماذا التفت لهرائنا وأنت القائل : ” كلامهم لا يلتفت إليه نهائيا” ونحن قلة قليلة قاصرين عن التحليل والفهم نشكرك ونهتف باسمك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت الفقيه الدستوري الذي لا يأتيه الباطل لا من أمامه ولا من خلفه. إني أقدر فيك تواضعك المنقطع النظير ووطنيتك التي لا مثيل لها والتي تفوق وطنية “رجال البلاد” وهمك الوحيد الذي لا هم فوقه هو التشبث ب”مرجعية الحفاظ على الاستقرار” المهدد من طرف أصحاب “الأسطوانة المشروخة” المشككين في القيادة الرشيدة للحزب. ودمت لنا رمزا لوحدة واستقرار الحزب و الوطن. واعلم أعزك الله أنك مفخرة حزب التقدم والاشتراكية وكافة الأحزاب الشيوعية العربية والإفريقية والعالمية. وأنك نبراس وقدوة في الكفاح والنضال ضد التحكم وضد جماهير الشعب المغربي التي لا تقدرك وتجهل مكانتك وهي الناكرة الجاحدة لعطاءاتك وتضحياتك الجسام بكل غال ونفيس من أجلنا جميعا وخاصة نحن اللذين ” لا نمثل شيئا داخل الحزب”.فلولا عطفك وسعة صدرك وعفوك وإشعاعك الساطع وتشبعك بالقيم الديمقراطية و حرية الرأي والتعبير وتطوعك المشهود في الدفاع عن مناضلي الصف الوطني والديمقراطي داخل ردهات المحاكم إعلاء لصوت الحرية لما كان لنا موطئ قدم على رقعة هذا الوطن. نعاهدك الله أننا نبايعك أمام العالمين خليفة إماما أبديا لنا في حزب التقدم والاشتراكية في الدنيا و الآخرة طاعة ورضوانا منا. ونطلب منكم الصفح و العفو واعذرنا لقلة علمنا وفهمنا حيث لم يخطر ببالنا ونحن نخط تلك “السطور اللعينة” أن النقد والنقد الذاتي والعقل عند أهل الحل والعقد من “التقدميين والشيوعيين” كفر ومروق وتطاول على قداسة قيادة الحزب وأن الجهر بالرأي من الكبائر بلغة عرابكم. لم نعلم أن أكثر من سبعين سنة من التراكم الكمي والنوعي فكرا وسياسة، وأن أكثر من سبعين سنة من النضال الوطني والديمقراطي أتيتم عليه خلسة منا وتحت جنح الظلام. لم نكن نعلم أن المشروع المجتمعي التقدمي و الديمقراطي، وأن بناء الدولة الوطنية والديمقراطية حيث السيادة الشعبية للمؤسسات المنتخبة وحيث توازن السلط وحيث الكرامة والعدالة الاجتماعية قد سرق منا كذلك ونحن كالبلهى نهتف بحياة القيادة الثورية. لم نكن نعلم أن زبد الحكم وملذاته قادران على هدم حلم انطلقت شرارته الأولى أواسط أربعينيات القرن الماضي، حلم واجه بكل عنفوان وصمود وتحد كل الصعاب و المطبات والمؤامرات مرسخا ومؤصلا لثقافة وفكر اشتراكي تقدمي مغربي شكل الإطار المرجعي للنضال الديمقراطي والجماهيري. ولكنه للأسف بيع من طرف جوقتك “بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَنتم فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ”.دعك من “هرائنا المتطرف” واهتم بقسمة الغنيمة التي تسيل لعاب “إخوة يوسف” و تثير شهية كل المهرولين خلف التعلق بأهداب ونياشين “الحكومة المصونة المحاطة بالاحترام و التبجيل”. وأخيرا نقول لك : خذوا المناصب وخذوا المراتب و خذوا ما شئتم واتركوا لنا بعض مقاعد المدرسة و قليلا من الحزب و رقعة صغيرة من الوطن. وإلى رسالة أخرى….عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية يوسف مكوري