دليل مصور يعلم المهاجرين المغاربة طريقة معاملة الألمانيات

عقب اتهام مهاجرين عرب باقتراف عمليات سرقة وتحرش واغتصاب نساء شهدتها ساحة الكاتدرائية الشهيرة بمدينة كولونيا الألمانية، ليلة رأس السنة الجديدة، بادر التلفزيون الألماني إلى إعادة بث “دليل” تعليمي، يدرب المهاجرين واللاجئين على حسن التعامل مع المواطن الألماني.

وكانت ألمانيا، المعروفة بثقافة الترحيب بالمهاجرين التي تسِم مواطنيها وحكومتها، استفاقت مطلع السنة الجديدة على حوادث اعتداءات جنسية وسرقات، قام بها العديد من المهاجرين، منهم مغاربة وجزائريون وسوريون وإيرانيون، بعضهم تقدموا بطلبات لجوء.

ونشر التلفزيون الألماني “دليل رسوم” يُظْهر “الطرق السليمة” التي يتعين على المهاجرين واللاجئين اتباعها للتعامل الجيد والإيجابي مع المواطن الألماني، موصيا بمجموعة من التصرفات والسلوكيات التي يراها ضرورية من أجل الاندماج السهل وسط المجتمع الألماني.

وحتى لا تتكرر أحداث مدينة “كولن”، أوصى الدليل المهاجر العربي خصوصا بالنظر في عيني الشخص الذي يتحدث إليه، معتبرا أن “التخاطب بالسلام يحيل إلى نوع من التقارب والحميمية”.

وخصص الدليل التعليمي حيزا لطريقة التعامل مع النساء والأطفال، فبالنسبة للنساء دعا المهاجرين إلى احترامهن مهما كان لباسهن، واضعا رسومات يبدو فيها “المهاجر السيئ” وهو يضع يده على مؤخرة مواطنة ألمانية وهي تصعد السلالم، مؤشرا على أنه سلوك مرفوض.

ودعا الدليل التصويري أيضا إلى احترام الهوية الجنسية للآخرين، باعتبار أن المثلية الجنسية مسموح بها في ألمانيا، وهي سلوك يمكن أن يظهره صاحبه أمام العموم. وأما بشأن طريقة التعامل مع الأطفال، فأوصى الدليل بعدم تعنيفهم وضربهم من لدن آبائهم أو من طرف أقربائهم.

ونصح الدليل المهاجرين الأجانب، من خلال الدليل المصور، بعدم ارتكاب أعمال عنف في ألمانيا، وكتب تحت رسومات تستهجن العنف: “لا عنف في ألمانيا، والمشاكل لا تحل بهذه الطريقة”، موضحا أن “حل المشاكل متاح من خلال الحديث إلى وسطاء آخرين، مثل المسنين أو المساعدين الاجتماعيين وغيرهم”.

ولقي الدليل الألماني الموجه إلى المهاجرين واللاجئين العرب ترحيبا من طرف البعض، وانتقادات من لدن آخرين، إذ إن المؤيدين اعتبروا أنه طريقة نموذجية لتجنب المعاملات السلبية التي قد يُظهرها عدد من المهاجرين عن قصد أو غير قصد، ما يفضي إلى صراعات أو مشاحنات تسيء إلى المهاجرين بألمانيا.

في المقابل، رفض آخرون هذه الطريقة التي وجدوا أنها مهينة للمهاجرين العرب، على خلفية الاعتداءات التي شهدتها مدينة كولن؛ وقالوا إن الدليل يعلم هؤلاء المهاجرين كيف يتصرفون مثل البشر، ويعتبر “أن الجنس البشري العربي مختلف تماما عن بقية الأمم”.