متابعة : خالد الزهواني
أعربت جمعيتان رياضيتان نشيطتان بجماعة المعازيز التابعة لإقليم الخميسات ، وهما جمعية الذئب الأسود المعازيز وجمعية نسور الأطلس المعازيز، عن استيائهما الشديد من التصريحات التي أدلى بها بعض أعضاء المجلس الجماعي خلال أشغال الدورة العادية التي انعقدت يوم الخميس 9 أكتوبر 2025 بمقر الجماعة الترابية للمعازيز.
وقد جاء الاستنكار الرسمي من الجمعيتين في بيان مشترك توصلت به الجريدة، حيث وصفوا تلك التصريحات بأنها “غير مسؤولة” و”تمس بسمعة جمعيات رياضية تعمل في إطار قانوني واضح، وقدّمت الكثير لأبناء المنطقة، على المستويين الوطني والدولي“.
خلال مناقشة نقطة الدعم المخصص للجمعيات الرياضية ضمن جدول أعمال الدورة، وجّه منتخبين داخل المجلس اتهامات مباشرة لهذه الجمعيات، زاعمين أنها “غير منخرطة في الجامعة”، رغم توفر الجمعيتين على وثائق تثبت انخراطهما الرسمي ضمن الجامعة الملكية المغربية المختصة، كما لمّحا إلى وجود “توجه سياسي” داخل أنشطتها، دون تقديم أي دليل أو معطى موضوعي يبرر هذا الاتهام.
وفي موقف اعتبرته الجمعيتان “إهانة في حق المجتمع المدني المحلي”، وصف المتدخلان هاتين الجمعيتين بأنهما “جمعيات تجارية”، في إشارة مسيئة إلى مساهمات أولياء الأمور في تغطية مصاريف الأنشطة الرياضية.
الجمعيتان أكدتا في بيانهما أن المساهمات المالية التي يتم جمعها من الآباء والأمهات تأتي في إطار واضح لتغطية التكاليف الأساسية المرتبطة بتسيير الأنشطة الرياضية، ومنها، كراء المرافق والقاعات الرياضية؛ وأداء فواتير الماء والكهرباء؛ وتوفير التأمينات والضمانات الاجتماعية للرياضيين؛ بلاضافة الى شراء المعدات واللوازم الرياضية؛ وتنظيم البطولات والأنشطة الرياضية محليًا ووطنياً.
كما شددت الجمعيتان على أنهما لم تتلقيا أي دعم مالي من طرف الجماعة منذ تأسيسهما، بالرغم من التوصيات المتكررة بضرورة دعم الجمعيات الفاعلة والنشيطة، خصوصاً تلك التي تمثل الجماعة في تظاهرات وطنية ودولية.
جدير بالذكر أن الجمعيتين تعتبران من بين أنشط الهيئات الرياضية على صعيد جماعة المعازيز وإقليم الخميسات ، حيث ساهمتا في تكوين وتأطير عدد كبير من الشباب، وبرز من بين أعضائهما أبطال في رياضات مختلفة، من ضمنهم البطلة العالمية دعاء العمري، التي تحتل المرتبة الثانية وطنياً في تخصصها.
في ختام بيانهما، طالبت الجمعيتان بما يلي، سحب التصريحات المسيئة من محاضر الدورة؛ تقديم اعتذار رسمي من طرف المنتخبين المعنيين؛ ضمان التوزيع العادل والمنصف للدعم العمومي بين الجمعيات، بعيدًا عن الحسابات السياسوية أو الإقصاء غير المبرر؛ فتح تحقيق نزيه حول أسباب رفض الدعم لهذه الجمعيات النشيطة.
وأكدت الجمعيتان أنهما ستتابعان هذا الملف لدى الجهات المعنية، بما فيها سلطات الوصاية عبر مراسلة خاصة للسيد عامل صاحب الجلالة على إقليم الخميسات والهيئات الجهوية والوزارة الوصية على قطاع الشباب والرياضة، دفاعًا عن حقوق الجمعيات ومبدأ تكافؤ الفرص.
وقد خلفت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة وسط عدد من الفاعلين المدنيين بقرية المعازيز، الذين عبّروا عن تضامنهم مع الجمعيتين، مطالبين بتفعيل مبادئ الحكامة الجيدة في تدبير الشأن العام، بعيدًا عن منطق التشكيك والتصنيف المجاني.