خالد الزروالي والياً على جهة فاس مكناس: ملفات ثقيلة وتحديات مُركبة تنتظر الحسم

متابعة : احمد الزينبي

يأتي تعيين خالد الزروالي والياً جديداً على جهة فاس مكناس وعاملاً على عمالة فاس، في ظرف دقيق تمر به المدينة والجهة على حد سواء، في ظل أزمات متشابكة تعرقل الإقلاع التنموي، وتُفاقم هشاشة الوضع الاقتصادي والاجتماعي.

خالد الزروالي، الذي راكم خبرات طويلة في الإدارة الترابية، يُنظر إلى تعيينه كإشارة قوية على رغبة الدولة في إحداث تغيير ملموس في تدبير الشأن المحلي، وخاصة بمدينة فاس، التي تعيش وضعاً خاصاً بفعل أزمات البنية التحتية، وتدهور النقل العمومي، وارتفاع البطالة، وتعثر المشاريع التنموية.

 

ويُعتبر الزروالي من الكفاءات الإدارية البارزة بوزارة الداخلية، حيث شغل مناصب متعددة في مجالات التنمية المحلية والحكامة الترابية، كما يُعرف عنه الحزم في التدبير، والقدرة على تفكيك الملفات المعقدة، فضلاً عن إلمامه بتحديات الجهات الداخلية وقدومه إلى جهة فاس مكناس يحمل في طياته رسائل قوية بشأن إعادة هيكلة تدبير الملفات الكبرى للمدينة والجهة.

تعيش مدينة فاس أزمة خانقة في قطاع النقل الحضري، نتيجة ضعف الأسطول، وسوء التغطية الجغرافية، ورداءة الخدمات، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول مستقبل النقل الحضري بالمدينة الذي ولد الان معطوبا .

وفي ظل نسب بطالة مرتفعة، خصوصاً في صفوف الشباب والجامعيين، تبدو الحاجة ملحة لإطلاق مشاريع اقتصادية كبرى، ودعم الاستثمار في المناطق الصناعية، وتفعيل برامج التكوين المهني المرتبطة بحاجيات السوق.

ورغم بعض الإصلاحات الموضعية، ما تزال البنية التحتية الهشة تُعيق الحياة اليومية لساكنة المدينة، من طرق متهالكة، إلى مشاكل في الإنارة وتدبير النفايات  المنزلية ، إضافة إلى خصاص مهول في الفضاءات العمومية.

اما القطاع الصحي، ورغم توفر المدينة على مركز استشفائي جامعي، يعاني من ضعف الخدمات، ونقص الموارد البشرية، وتدني جودة الرعاية الصحية، ما يتطلب تدخلات استعجالية لتحسين العرض الصحي بالمدينة وضمان العدالة المجالية في الولوج للعلاج.

ومن أبرز التحديات التي تواجه الوالي الجديد، ضعف أداء المجلس الجماعي لمدينة فاس، الذي يوصف بـ”المعطوب”، بفعل الصراعات السياسية وغياب الرؤية التنموية الواضحة. في هذا السياق، يُنتظر من الوالي خالد الزوالي تفعيل أدواره التنسيقية والرقابية، ودفع عجلة المشاريع المعطلة عبر التنسيق مع الفاعلين المحليين.

ساكنة مدينة فاس تعلق امالها على الوالي الجديد عبر إطلاق دينامية جديدة داخل الإدارة الترابية، وإعادة الثقة بين المواطن والإدارة بالإضافة الى  تسريع وتيرة إنجاز المشاريع المتعثرة، خاصة المرتبطة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وجلب الاستثمار وتحريك عجلة الاقتصاد الجهوي.

تعيين خالد الزروالي في هذا المنصب الحساس، يُعد فرصة لإعادة ترتيب الأوراق داخل جهة فاس مكناس، ومعالجة ملفات ظلت راكدة لسنوات ، لكن هذا النجاح لن يتحقق إلا عبر نهج تشاركي شفاف، وقيادة حازمة، وإرادة سياسية حقيقية لتجاوز حالة الجمود، وتحقيق تنمية تستجيب لتطلعات ساكنة الجهة، وعلى رأسهم مواطنو مدينة فاس، العاصمة العلمية التي تستحق إقلاعاً تنموياً يعيد لها بريقها التاريخي ومكانتها الوطنية.