حينما تموت أيقونة شعبية!. (على هامش رحيل شامة الزاز)!

بقلم: د الحبيب ناصري

حينما تموت أيقونة من أيقونات العيطة الشعبية في اي مكان من أمكنة هذا الوطن العزيز، تكون صورة هذه الأيقونة، هي التي تحتل هذا الفضاء التواصلي وغيره من المواقع الإلكترونية والصحف الورقية واخبار التلفزيونات والإذاعات !. لا أدري ما الشيء الذي حز في نفس الراحلة وهي تلفظ انفاسها وتغادر هذه الحياة؟.لا ادري، لو طرحنا عليها سؤالًا من قبيل : ماذا لو عاد بك الزمن إلى الوراء، هل كان الممكن السير في هذا الطريق ؟. اتذكر فيلم علي الصافي دموع الشيخات، وهو فيلم وثائقي محلل في كتابي الجديد ” جماليات الفيلم الوثائقي “، كيف ان الشيخة عايدة انتهى بها زمنها الفني الشعبي، بائعة خبز يابس وغيره، في زاوية من زوايا حي شعبي بمدينتها!. فيلم يكاد يجيب عن معظم الحالات الشعبية التي عشقت الغناء الشعبي المغربي ومارسته في زمن ” المنوع العائلي “، وفي زمن سكيزوفريني مغربي حيث الكل يحب العيطة ويرقص على ايقاعاتها، وفي الوقت نفسه ينظر بنظرة ناقصة ودونية للفنانة الشعبية ، بل، اكثر من هذا كم من الرواد في الغناء الشعبي وفن الحلقة وغيرهما رحلوا رحمهم الله ، ولا بطاقة فنية في جيوبهم ولا خدمات اجتماعية وصحية استفادوا منها في حين نجد من، ربما، في رصيده بضعة صور وادوار باهتة وغير معروفة وتراه يملأ الدنيا صياحا وينزع حقه وحق غيره، في حين مات العديد من رموز العيطة والرما والحلقة القدامى والحكاية الشعبية، الخ، ولم نخلد أسماءهم ولم نلتفت لهم لا في حياتهم ولا بعد مماتهم!. أيقونة العيطة الجبلية شامة الزاز، هي جزء من هذه السلسة التي لا نلتفت اليها الا حينما نرى صورة من صورها وهي طريحة الفراش او حينما تغادر هذه الدنيا!. مجال الفن معقد وصعب ، لكن لا تهميش ولا تقصير ينبغي ان يكون في حق من تبقى من الرواد في اي مجال من الفنون الشعبية على وجه الخصوص!. انهم الرواد، ومن جوفهم الفني ولدت نجوم عديدة وانتفعت بعطاءات القدامى، نجوم جلست على كراسي تلفزية وإذاعية وغيرهما، تحدثت عن نجاحاتها وهي في معظمها من رحم الذاكرة الشعبية المغربية للرواد!!. متى نعترف اعترافًا كميًا ونوعيًا وحقيقيًا لفائدة الرواد؟. لا ننكر جهودا عديدة هنا وهناك( تكريمات تلفزية وإذاعية ومهرجاناتية الخ) ، لكنها تبقى غير كافية في حق من صنع لنا فرجة شعبية عفوية وجميلة !.رحم الله شامة وكافة شامات هذا الوطن العزيز الشعبية من طنجة والى لكويرة .