“حقوقي” يورط عامل إقليم تازة في قضية وفاة راعي الغنم بجبل بويبلان

أتقدم في البداية بأحر التعازي والمواساة لأسرة الفقيد المرحوم “محمد باعلي” الذي وافته المنية مطمورا وسط الثلوج بمنطقة تانطارنت بجبل بويبلان بإقليم تازة إلى جميع سكان تلك المنطقة. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وتجاوز عمن سافر من صفرو إلى تازة كي  ينشد في حق السلطات الإقليمية بتازة قصائد المدح والإشادة والتنويه بالمجهودات الجبارة التي قامت وتقوم بها. والأخطر ماتضمنته خلاصة التقرير الفضيحة والذي جاء فيه بالحرف:

“وعليه فإن المركز المغربي لحقوق الإنسان على مستوى جهة فاس مكناس، يعتبر وفاة الهالك المسمى قيد حياته ” حميد باعلي ” قدر وقضاء “، والسلطات المحلية و الجهات المعنية بالأمر لاتتحمل المسؤولية في وفاته، وقد قامت بما يجب فعله، من تدخل بكل الوسائل المتاحة لها، وتسخير كل الموارد البشرية و اللوجستيكية من أجل إنقاذ الهالك قبل وفاته.

وإننا في المركز المغربي لحقوق الإنسان بجهة فاس مكناس، نشد بحرارة على يد السيد عامل اقليم تازة و الوفد المرافق له، بمناسبة الزيارة التي قام بها الى منزل المرحوم  المتواجد بدوار تانكرارامت بجماعة بويبلان يوم الأحد 04 نونبر 2018، لتقديم واجب العزاء و المواساة لكل أفراد عائلته وأقربائه وكذلك لساكنة الدوار. ونثمن عاليا المجهودات المبذولة والجبارة التي قام بها رفقة المصالح المعنية بالأمر بخصوص عملية إنقاذ المرحوم”.

حسبي الله ونعم الوكيل.

إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على هذا التقرير الفضيحة الذي يستند إلى رواية اللجنة الإقليمية لليقظة والتتبع بإقليم تازة لمحزونون”.

هذا التقرير الذي تضمن وجهة النظر الوحيدة للسلطة المحلية، أنست معده البرودة القاسية التي تكبدها المرحوم حتى التجمد، فضرب بعرض الحائط قيم التجرد والنزاهة والحياد. لقد حاول المركز المغربي لحقوق الإنسان بجهة فاس مكناس إيهام الرأي العام المحلي والوطني بكونه أنجز هذا التقرير الفضيحة بناء على معطيات وتحريات وزيارة ميدانية قام بها وفد يمثله. لكنه نسي جملة تسللت إلى تقريره ففضحت صاحبه الحقيقي ” وبعد نقاش مستفيض بين جميع المتدخلين تقرر ما يلي” هاته الجملة سقطت سهوا من بلاغ عمالة تازة ونسي تقرير المركز المغربي حذفها.

ننتقل لجملة أخرى: ” وفي الختام، وبعد فتح نقاش مستفيض وتبادل الآراء حول مختلف المحاور المعنية بموجة البرد بين كافة الأطراف المعنية، دعا عامل الإقليم جميع المتدخلين إلى رفع درجة التأهب والتعبئة ..إلخ”

ماذا تفعل هاته الجملة في بلاغ المركز المغربي لحقوق الإنسان بجهة فاس مكناس؟

ننتقل إلى أخطر فقرة والمتمثلة في نتائج وخلاصة التحريات التي قام بها المركز المغربي لحقوق الإنسان بجهة فاس مكناس حيث جاء فيها:

“وعليه فإن المركز المغربي لحقوق الإنسان على مستوى جهة فاس مكناس، يعتبر وفاة الهالك المسمى قيد حياته  ” حميد باعلي ” قدر وقضاء “، والسلطات المحلية و الجهات المعنية بالأمر لاتتحمل المسؤولية في وفاته، وقد قامت بما يجب فعله، من تدخل بكل الوسائل المتاحة لها، وتسخير كل الموارد البشرية و اللوجستيكية من أجل إنقاذ الهالك قبل وفاته.”

يقول الله تعالى في كتابه الحكيم في سورة الطور الآية 55 : ” وَذَكرْ فإِنّ الذكرَىٰ تنفعُ المؤْمنين” صدق الله العظيم.

سنقارن الآن بين هذا التقرير الفضيحة للمركز المغربي لحقوق الإنسان بجهة فاس مكناس وبين تدوينة نشرها رئيس هذا المركز على حائطه الفيسبوكي بتاريخ 04 نونبر 2018 على الساعة 20h28 كما هو مدون في هاته الوثيقة حيث قال بالحرف:

“ببالغ الأسى والحزن، تلقى المركز المغربي لحقوق الانسان ” جهة فاس مكناس ” نبأ وفاة الفقيد المسمى قيد حياته ” حميد باعلي ” الدي كان مفقودا منذ السبت الماضي ، وقد فارق الحياة بسبب كثافة الثلوج، ودرجة الحرارة التي وصلت الى التجمد في غياب تام للمعدات وفرق الانقاد والمروحيات التي يستعملونها فقط للسياح الأجانب ،

تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه , وألهم أسرته بالصبر والسلوان.وانا لله وان اليه راجعون.”

مقارنة بسيطة بين ماقيل من قبل وماقيل من بعد تجعل القارئ يفهم من تلقاء نفسه مابين السطور وتجعله يردد قوله تعالى: ” ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.” صدق الله العظيم.