“حسناء من المعازيز اقليم الخميسات : صوتُ الكرامة في قرية منسية”

في قلب إقليم الخميسات، تقبع قرية “المعازيز” التي تحكي قصةً من الإهمال والمعاناة، لكنها أيضًا تحمل في طياتها قصة كفاح وشجاعة امرأة واحدة ترفض الصمت. إنها حسناء، ابنة القرية البارة، التي وقفت كالجبل الأشم تدافع عن حق أبناء قريتها في حياة كريمة.

ليست حسناء ساعية وراء شهرة أو مصلحة شخصية، بل هي أمٌ غيورة على قريتها كما تغار على بيتها وأطفالها. تتحدث بكل ألم وحَرقة عن واقع مؤلم: انقطاع الماء الذي يجعل الحياة على صفيح ساخن، طرق مهترأة تعيق الحركة والحياة، وأزبال متراكمة تلوث البيئة وتنشر الروائح الكريهة والأمراض. إنها تصف معاناة يومية يعيشها أهالي القرية في صمتٍ طويل.

الأمر لا يتوقف عند غياب الخدمات الأساسية، بل يتعداه إلى ما هو أقسى: التهميش والإحساس بالنسيان من قبل من يفترض أنهم خُدّامٌ للصالح العام. تتحدث حسناء عن فسادٍ وإهمالٍ لا يعرفان حدودًا، لكنها لا تتحدث بدافع الحقد أو الضغينة، بل بدافع المسؤولية والوطنية. إنها تطالب بحقٍ من حقوق أي مواطن مغربي في العيش بكرامة، في ماء نظيف، وفي بيئة سليمة.

الأمر الذي يزيد الألم ألمًا هو أن تواجه هذه المرأة المضحية بالضغوط والعراقيل من بعض أبناء قريتها نفسها، أولئك الذين من المفترض أن يكونوا سندًا لها. لكن إيمانها بعدالة قضيتها يجعلها تتحمل كل ذلك بصبرٍ وشجاعة نادرين.

هذه الرسالة هي تحية إجلال وإكبار لكل “حسناء” ترفع صوتها من أجل الحق والعدل. هي أم وأخت لكل من يؤمن بأن الوطن يُبنى بالإخلاص والعمل الجاد، وليس بالشعارات الجوفاء.

كما أن هذه الرسالة هي نداء إلى ضمير كل مسؤول: لقد وُضعتم في مواقعكم لخدمة الشعب ودفع عجلة التنمية، وليس للاصطدام مع مطالبهم المشروعة. إن معاناة أهالي قرية المعازيز هي اختبار حقيقي لإنسانيتكم ووطنيتكم.

إلى أبناء المعازيز الأبطال، نقول: صوت حسناء هو صوتكم جميعًا، فلا تتركوه يغيب وسط الضجيج. كونوا سندًا لها حتى تتحقق الأحلام التي تستحقها قريتكم بأن تكون من أفضل القرى.

وختامًا، نقول لأختنا حسناء: لكِ منا كل الحب والاحترام. كلماتكِ ليست مجرد شكوى، بل هي درس في التضحية والانتماء. المعازيز قريتكم، وهي جزء غالٍ من الوطن، وأملنا كبير أن نراها قريبًا وقد نالت حظها من الرعاية والاهتمام.

وشكرًا لكل قلبٍ ينبض بالخير ويسعى لبناء مغرب أفضل.