جمعية حقوقية تراسل عامل إقليم تازة مطالبة بفتح تحقيق في مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبرنامج أوراش

وأشارت المراسلة الموجهة لعامل إقليم تازة إلى كون الجمعية الحقوقية المذكورة، عاينت ورصدت مجموعة من الاختلالات التي شابت مجموعة من أقسام التعليم الاولي بإقليم تازة، التي حدد عدد أقسامها الأولية والمبرمجة على ثلاث سنوات ب 132  قسم، انجز منها 32 قسم على مستوى اقليم تازة بتمويل من المبادة الوطنية للتنمية البشرية  وبشراكة مع الجماعات الترابية عبر توفير الوعاء العقاري حيث سلمت دون ماء وكهرباء والتي تروم استفادة 3670 طفلا منها، موزعين على 119 دوارا بمختلف الجماعات الترابية بالعالم القروي بالإقليم، حيث وقف خلال زيارته الاستطلاعية لبعض أقسام التعليم الاولي بإقليم تازة خاصة بجماعة البراحة، (وقف) على حالة أقسام أحدثت بأماكن تشكل خطورة على أطفال صغار، كونها بنيت بعيدة عن الساكنة بأكثر من أربع كلومترات، ناهيك عن أدراج مدخلها غير مكتملة التهيئة، ومحيطها يثير الاشمئزاز ما يطرح أكثر من تساؤل حول الدافع الذي جعل المسؤولين يقررون إحداثها بالأماكن المذكورة وبمحاذاة الطريق، ما يعرض سلامة الاطفال الصغار للخطر.

 

 

والأكثر من ذلك وفي تهور واستهتار كبير، رصد الفريق الحقوقي ربط أقسام التعليم الاولي بالكهرباء من جهة مجهولة، حيث عاين ربط الأقسام المذكورة بسلك كهربائي على مسافة تقدر بحوالي 400 متر، وهو ممدد على طول المسافة فوق أرض فلاحية، من دون استحضار خطورة الامر التي تظل مفتوحة على تسجيل مخاطر كبيرة لذى الأطفال الصغار والفلاحين أصحاب الجرارات، هذا بالإضافة لرداءة التجهيزات من كراسي وطاولات، لكونها توجد بدواوير لاحول لها ولا قوة، ما يجعل حقها في الإنصاف وتكافؤ الفرص، يذهب سدى كونها تنتمي لمناطق نائية  تعاني من العزلة والهشاشة، الشيء الذي اعتبره الفريق الحقوقي انتهاكا صارخا لحقوق الطفل في تعليم أولي ذو جودة، ويخالف ما جاء في توجيهات “الرسالة الملكية السامية بالصخيرات في تاريخ 18 يوليوز 2018”.

وفي الرسالة ذاتها، ذكر أنه رصد جملة من الاختلالات التي شابت مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم تازة، ما جعلها تخلف الموعد مع النهوض بتنمية الإقليم، وضربها عرض الحائط فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس رسمياً بعد الخطاب الملكي في 18 ماي2005، والذي يهدف إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفئات الفقيرة وجعل المواطن المغربي أساس الرهان التنموي، وذلك عبر تبني منهج تنظيمي خاص قوامه الاندماج والمشاركة، حيث شكل مجموع الاختلالات المرصودة من قبل الجمعية الحقوقية المذكورة، شكل ارتيابا كبيرا لديها، من خلال الميزانية الضخمة التي رصدت لها دون تحقيق أهدافها المنشودة، حيث ضلت العديد من المشاريع الممولة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية معطلة ومغلقة لأكثر من عشر سنوات، ويتعلق الامر بالمشاريع التالية: مركز متعدد التخصصات بحي الشهداء بتازة ممول من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والذي مر على انجازه ما يقارب 15 سنة ومازال مغلقا الى يومنا هذا، المركز التجاري بحي السعادة أنجز بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية معطل منذ ثمان سنوات، دار الفتاة بجماعة ( بني لنت ) أنجزت بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبالغ هائلة مازالت معطلة منذ أكثر من عشر سنوات، جماعة ترابية جهزت مشروع مراب للسيارات ب 20 مليون تقريبا ممول من طرف المبادرة المحلية معطل لحد الساعة، مشروع بناء الفضاء التجاري بباب الريح بتازة العليا أنجز بتمويل من المبادرة مازال معطل لأزيد من 10 سنوات، بالإضافة لمشتل الحي الصناعي للشباب بحي امسيلة بتازة العليا وهو شبه معطل، بحيث لم يؤدي الدور المنوط به لتوفير فرص الشغل للشباب، بكون جل محلاته موصدة، والأخطر من ذلك المشروع المتعلق بالفضاء التجاري بحي السعادة بتازة الجديدة والذي رصد له مبلغ مالي ناهز “المليارين” فهو معطل منذ إحداثه، والغريب في الامر  وحسب بعض المصادر التي اشارت إلى كونه صدر قرار بهدمه لأسباب لا يعلمها الا الضالعون في الاستثمار، هدا بالإضافة لمشروع السقي بجماعة ترابية والمتعلق بتجهيز القنوات من تمويل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية غير موجود على الأرض، ومشاريع أخرى مشابهة كتربية النحل وغرس الأشجار عرفت نفس المصير، بما في ذلك مجموعة من المشاريع الأخرى معطلة وام لم تنجز بعد، والتي تشوبها اختلالات في الصفقات العمومية.

 

  

كما سجل مكتب الجبهة الوطنية للكرامة وحقوق الانسان في رسالته باستياء كبير استفادة بعض المحظوظين من مشاريع المبادرة، كما هو الامر بالنسبة ل ” أ ع ” التي استفادت من مشروعين ممولين من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مباشرة بعد تأسيسها لجمعية حديثة لم يمر على تأسيسها ثلاثة أشهر، بالإضافة لجمعية محظوظة أخرى بمدينة تاهلة استفادت من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبرنامج اوراش.

فأمام هذا الوضع طالب المكتب الجهوي للكرامة وحقوق الانسان بجهة فاس مكناس بفتح تحقيق فيما يتعلق بجودة بناء وتجهيز أقسام التعليم الاولي بجماعات إقليم تازة، مع فتح تحقيق بخصوص عدد المقاولات نائلة مشاريع بناء أقسام التعليم الاولي بالجماعات المذكورة، وكذا عدد المقاولات نائلة المشاريع الكبرى بإقليم تازة الممولة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مع فتح تحقيق معمق مع اللجنة المكلفة بتسليم مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتازة مؤقتا ونهائيا، بالإضافة لفتح تحقيق في جميع المشاريع المتعثرة والفاشلة الممولة من ميزانية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم تازة.