جماعة عين معطوف إقليم تاونات: تنمية غائبة وآمال معلّقة بين الوعود والتهميش

متابعة: أحمد الزينبي

تعيش جماعة عين معطوف التابعة لإقليم تاونات وضعًا تنمويًا صعبًا، وسط حالة من التذمّر الشعبي بسبب غياب مشاريع تنموية حقيقية، وافتقار المنطقة لأبسط مقومات العيش الكريم، رغم موقعها الجغرافي المهم ومؤهلاتها الطبيعية والبشرية التي تؤهلها لأن تكون نقطة إشعاع تنموي على مستوى الإقليم.

وفي الانتخابات الجماعية الأخيرة، علّق سكان جماعة عين معطوف آمالًا كبيرة على الرئيس المنتخب، الذي قدّم نفسه باعتباره ابن المنطقة ورجل الإحسان والعمل الخيري.
الساكنة احتفلت حينها بفوزه، معتبرة أنه بداية عهد جديد، إذ ذُبحت العجول تعبيرًا عن الفرحة والتفاؤل بمستقبل أفضل، غير أن هذه الآمال سرعان ما تبخّرت، بعد أن اصطدمت بواقع صعب يطغى عليه الجمود التنموي وغياب رؤية واضحة لإخراج الجماعة من وضعها المتردّي.

عدد من دواوير الجماعة ما تزال تعيش في عزلة تامة، خاصة خلال فصل الشتاء، حيث تتحول المسالك إلى أوحال تعيق التنقل.
وتُعد قنطرة دوار القبة التي تفصل بين مركز الجماعة وإقليم تازة، وتربط هذا الأخير بإقليم تاونات، من أبرز مظاهر الإهمال التنموي، إذ ظلّت إلى حدود اليوم في مهبّ الريح، بعدما علّق عليها السكان آمالًا كبيرة لفكّ العزلة عنهم.
القنطرة تفصل السكان عن العالم الخارجي بفعل فيضان الوادي خاصة في فصل الشتاء، ما يجعل معاناتهم تتكرر كل عام دون تدخل فعلي من المجلس الجماعي لإصلاحها، ولو بصفة مؤقتة.

كما تعاني العديد من المناطق من نقص حاد في الماء الصالح للشرب، في ظل غياب حلول جذرية رغم النداءات المتكررة من الساكنة.
وتشير فعاليات محلية إلى أن بعض المسالك التي كانت قد أُنجزت في عهد البرلماني الراحل أحمد الميداوي تدهورت بشكل كبير، دون أي تدخل لإصلاحها أو صيانتها، مما زاد من عزلة السكان ومعاناتهم اليومية.

ورغم قرب الجماعة من السد سيدي عبو، الذي كان من المفترض أن يشكل رافعة اقتصادية وسياحية، فإن غياب أي مخطط لتأهيل السياحة الداخلية أو البنية التحتية حرم المنطقة من فرص تنموية حقيقية.
كما تفتقر عين معطوف إلى مركبات القرب، والمراكز الاجتماعية، ودور الشباب، في وقت تتفاقم فيه أزمة البطالة وسط الشباب الذين يعبّرون عن إحباطهم المتزايد من الواقع المحلي.

فشل البرامج الانتخابية السابقة في تلبية تطلعات المواطنين جعل فئة واسعة من الساكنة تفقد الثقة في الوعود السياسية.
ويخشى مراقبون أن تعيد الانتخابات الجماعية المقبلة سنة 2026 نفس الوجوه والممارسات، ما لم تظهر إرادة حقيقية في التغيير وإطلاق مشاريع ملموسة تُعيد الثقة للمواطنين.

ويرى مراقبون محليون أن مفتاح التغيير الحقيقي في جماعة عين معطوف يكمن في شبابها الواعي والطموح، الذي رغم ما يعيشه من تهميش وبطالة، لا يزال يحمل في داخله شرارة الأمل ورغبة في النهوض بالمنطقة.
فشباب الجماعة يمتلك كفاءات وقدرات، لكنه بحاجة إلى فرص حقيقية ودعم فعلي من الجهات المسؤولة لإطلاق مشاريع محلية، والمشاركة في المبادرات التنموية، وتأسيس تعاونيات ومقاولات شبابية قادرة على خلق القيمة المضافة.

ويؤكد متتبعون أن الوقت قد حان لتمكين الشباب من لعب دورهم الكامل في صياغة المستقبل، من خلال إشراكهم في اتخاذ القرار المحلي والاستماع إلى أفكارهم ومقترحاتهم.
فالتنمية ليست شعارات انتخابية، بل مسار مشترك يصنعه أبناء المنطقة بسواعدهم وإرادتهم.
إن ساكنة جماعة عين معطوف تستحق أن تستعيد مكانتها، وشبابها هو القوة الحقيقية التي يمكن أن تُحوّل الإحباط إلى إنجاز، واليأس إلى نهضة.