جماعة عين عائشة إقليم تاونات: ثلاث عقود على رأس جماعة عين عائشة دون حصيلة واضحة ومطالب حقوقية بإفتحاص شامل للمشاريع المنجزة وغير المنجزة

متابعة : احمد الزينبي
رغم موقعها الاستراتيجي القريب من مقر عمالة إقليم تاونات، ورغم الإمكانات البشرية والاقتصادية التي تزخر بها، تعيش جماعة عين عائشة وضعًا تنمويًا يصفه العديد من الفاعلين المحليين بـ “الركود المزمن”، نتيجة ما اعتبروه غياب تخطيط استراتيجي حقيقي وافتقاد المجلس الجماعي لرؤية واضحة قادرة على تحويل مؤهلات المنطقة إلى مشاريع تنعكس على حياة الساكنة.
وتشير فعاليات جمعوية وحقوقية إلى أن رئيس المجلس الجماعي، الذي قضى أكثر من ثلاث عقود “30 سنة: على رأس المجلس، لم يقدم وفق تعبيرهم أي حصيلة تنموية تتناسب مع طول المدة التي قضاها في المسؤولية، معتبرين أن هذا الوضع غير طبيعي، وأنه لولا غياب المراقبة والتقييم لَمَا استمر هذا النموذج من التدبير إلى اليوم.
وتضيف أصوات محلية أن “الثقة بين الساكنة والمؤسسة المنتخبة انهارت تمامًا”، بسبب ما وصفوه بفشل المجلس في إحداث طفرة تنموية أو حتى مواكبة الحاجيات الأساسية.
ومن بين أبرز النقاط التي أثارت غضب الساكنة والمهتمين بالشأن المحلي، الوضعية الكارثية للسوق الأسبوعي لعين عائشة الذي يُعد من أكبر أسواق الإقليم، ويستقبل تجارًا وزوارًا من فاس وتاونات والدواوير المجاورة، لكنه حسب تعبير الفاعلين ما يزال في حالة “مزرية ومهترئة”، دون أي عملية تأهيل أو إصلاح رغم مرور سنوات طويلة من الوعود والانتظارات.
وأكدت جمعيات محلية أن هذا السوق “كنز تنموي مهمل” كان بإمكانه أن يتحول إلى مصدر دخل مهم للجماعة، لكنه اليوم يعكس بجلاء غياب التخطيط وغياب الإرادة.
وطالبت جمعيات مدنية وفعاليات حقوقية بفتح تحقيق شامل وعاجل في المشاريع التي أعلن عن إنجازها خلال ولايات الرئيس الماضية، والمشاريع التي لم تُنجز، والمشاريع التي لا يعرف أحد مآلها، في ظل ضبابية كبيرة تحيط بعدد من الملفات.
وتوجهت هذه الفعاليات بنداء مباشر إلى السيد الغنامي عامل إقليم تاونات من أجل التدخل العاجل، معتبرة أن الأمور لم تعد تحتمل أي تسويف، وأن الساكنة انتظرت طويلاً دون أن تلمس أي أثر لتنمية حقيقية.
ويرى متتبعون للشأن المحلي أن جماعة عين عائشة تعيش اليوم انسدادًا تنمويًا كاملاً، وأن غياب رؤية استراتيجية يحمّله جزء كبير من السكان للمجلس الجماعي الذي حسب تعبيرهم ضيّع سنوات ثمينة من عمر المنطقة، في وقت تعرف فيه جماعات أقل موارد وأكثر هشاشة من عين عائشة قفزات تنموية واضحة.
ويؤكد هؤلاء أن الساكنة أصبحت “عاجزة حتى عن الكلام”، بعدما انتظرت أكثر من اللازم دون أي مؤشر على أن الوضع في طريقه إلى التغيير.
إن ما يجري في جماعة عين عائشة لم يعد مجرد نقاش عادي حول التدبير المحلي، بل أصبح ملفًا تنمويًا خطيرًا يستوجب تدخلًا مؤسساتيًا عاجلًا، ومراجعة شاملة لسنوات من الاختلالات التي تتحدث عنها فعاليات مدنية بمرارة.
فالجماعة التي تملك موقعًا استراتيجيًا مهمًا، ومؤهلات اقتصادية ضخمة، لا يمكن أن تظل خارج مسار التنمية، ولا يمكن أن تبقى رهينة ضعف الحكامة وغياب الرؤية.
لقد حان الوقت كما يقول الفاعلون لفتح دفاتر الماضي القريب، وكشف الحقائق، ومحاسبة كل من يثبت تقصيره لأن التنمية الحقيقية تبدأ بالشفافية أولًا، وبربط المسؤولية بالمحاسبة ثانيًا.