توفيق الكنبور
يبدو أن جماعة بني فراسن بإقليم تازة تعيش اليوم واحدة من أسوأ مراحلها على مستوى التنمية، بعدما تحولت أغلب دواويرها ومسالكها الطرقية إلى فضاء يُجسد واقعًا تنمويًا مترديًا لا يليق بمغرب اليوم ، فخلال الزيارة الميدانية التي قام بها طاقم الجريدة اليوم ، وقفت أعيننا على مشاهد صادمة لبنية تحتية شبه منعدمة، تكشف حجم الإهمال الذي راكمته سنوات طويلة دون تدخل جذري يعيد للمنطقة حقها في العيش الكريم.
الطريق الرابطة بين واد أمليل وبني فراسن في اتجاه إقليم تاونات، والتي كان من المفروض أن تكون شريانًا حيويًا يربط الإقليمين، تحولت اليوم إلى مسلك مهترئ لا يصلح لمرور المركبات في كثير من الفصول. أما خلال فصل الشتاء، فالوضع أكثر قسوة، حيث تصبح بعض المقاطع شبه مقطوعة، مما يزيد من عزلة الساكنة ويعطّل مصالحها اليومية.

ما سجّلته الساكنة وما وقف عليه الطاقم الصحفي كافٍ لطرح أسئلة كبيرة حول الحكامة وتدبير الشأن المحلي إنارة عمومية منعدمة في معظم الدواوير، تاركة السكان في ظلام دامس مع أول غروب ، غياب شبكات الصرف الصحي، ما يتسبب في مشاكل بيئية وصحية خطيرة، بنية تحتية مهترئة في مختلف القطاعات دون أي بوادر إصلاح أو رؤية مستقبلية واضحة.
هذه الأوضاع المتراكمة عمّقت فقدان الثقة لدى المواطنين في الفاعلين المحليين، في ظل غياب مبادرات واضحة أو برامج تنموية ملموسة يمكنها أن تخرج الجماعة من دائرة الجمود.

المرحلة الحالية تفرض تدخلًا عاجلًا ومسؤولًا يعيد الاعتبار للجماعة وسكانها، فالحكامة الجيدة لم تعد شعارًا يُرفع في المناسبات، بل أصبحت معيارًا حقيقيًا لقياس جدية المؤسسات والمنتخبين.
إن ما يجري اليوم ببني فراسن يتطلب، مراقبة صارمة لمختلف المصالح المعنية. وقوفًا ميدانيًا من السيد عامل الإقليم لتشخيص الوضع بشكل مباشر مع إيقاف أي شكل من أشكال العبث أو سوء التدبير الذي يعرقل التنمية ويضرب مصالح المواطنين بالإضافة الى إطلاق مخطط تنموي استعجالي يعالج أولويات الجماعة من طرق، ماء، كهرباء، وصرف صحي.
ما تعيشه جماعة بني فراسن ليس مجرد تأخر في المشاريع، بل هو نزيف تنموي حقيقي يهدد استقرار المنطقة ويقضي على آمال الشباب في مستقبل أفضل ، ومن الواجب اليوم اتخاذ إجراءات حازمة تضع حدًا لأي تلاعب بمصالح المواطنين وتعيد الهيبة لتدبير الشأن العام.
إن ساكنة بني فراسن لا تطلب المستحيل؛ بل تطالب فقط بحقوق مشروعة تضمن كرامة العيش، وتستحق من السلطات الإقليمية والجهوية التفاعل السريع والحاسم. فمغرب اليوم هو مغرب العدالة الترابية، والتفاوتات المجالية لم تعد مقبولة بأي شكل من الأشكال.
سنعود قريبا في تقرير مفصل
