شكلت دراسة واقع قطاع الصناعة التقليدية وسبل تطويرها في أفق الخروج بتصور وبرنامج عمل واضح لتطوير هذا القطاع ، محور اللقاء التواصلي المنظم يوم الإثنين 21 مارس 2016 بمقر عمالة إقليم تاونات، تحت رئاسة السيد حسن بلهدفة عامل الإقليم وبحضور الكاتب العام للعمالة والسادة المدير الجهوي ورئيس الغرفة الجهوية للصناعة التقليدية لجهة فاس مكناس ورجال السلطة ورؤساء الجماعات المعنية وممثلي الحرفيين والفاعلين في القطاع.
وقد تضمن برنامج هذا اللقاء التواصلي إلقاء بعض العروض والمداخلات من طرف المدير الجهوي للصناعة التقليدية بفاس وممثل مكتب للدراسات مختص حول واقع وآفاق الصناعة التقليدية بإقليم تاونات و تشخيص وضعية بعض التعاونيات الفاعلة في المجال.
وفي الكلمة الافتتاحية التوجيهية للسيد عامل الإقليم بالمناسبة، أوضح أن عقد هذا اللقاء يندرج في إطار دراسة واقع قطاع الصناعة التقليدية بالإقليم انسجاما مع رؤية الدولة من أجل تطوير هذا القطاع على الصعيدين الوطني والمحلي، مذكرا بالمؤهلات التي يتوفر عليها الإقليم من حرف تقليدية تشكل موروثا تاريخيا راسخا تهم على الخصوص صناعة الخزف والنسيج والدوم ومواد أولية وصناع مهرة، كفيلة بجعل هذا القطاع قاطرة للتنمية المحلية ودعامة للنسيج الاقتصادي والاجتماعي.
وأضاف أن هذه المؤهلات يجب إبرازها على الصعيد الوطني وتثمينها حتى يتم استغلالها بالطريقة المثلى، كما أن هذا القطاع يحتاج إلى التنظيم وعصرنة عملية الإنتاج، لتحسين مردوديته وجودة منتوجه.
ومن أجل خلق نوع من الدينامية التنموية في هذا القطاع الحيوي وتحديث أنظمة الإنتاج المرتبطة به، أوضح السيد عامل الإقليم أن المخطط الإقليمي للتنمية المندمج الذي تم إعداده وفق منهجية قائمة على التشارك مع كافة الفاعلين تضمن برمجة بناء أربع مجمعات للصناعة التقليدية بكلفة إجمالية تقدر ب 28 مليون درهم والتي هي على الشكل التالي:
Ãبناء مجمع للصناعة التقليدية للخزف الأبيض بجماعة أورتزاغ، دائرة غفساي؛
Ãبناء مجمع للصناعة التقليدية للنسيج بقرية أولاد آزم بجماعة بوعادل، دائرة تاونات؛
Ãبناء مجمع للصناعة التقليدية لمنتوجات الدوم بقرية ابا محمد؛
Ãبناء مجمع للصناعة التقليدية للخزف القروي بجماعة بني سنوس، دائرة قرية ابا محمد.
وأضاف السيد العامل، أنه من أجل ترجمة تطلعات الإقليم في تحقيق شروط إقلاع قطاع الصناعة التقليدية بالإقليم وجعله إحدى المحركات الأساسية للنمو المحفز لفرص الشغل وإنتاج الثروة، فإن الضرورة أصبحت تقتضي إدراج الإقليم في المخططات ذات الأولوية والمستقبلية لوزارة الصناعة التقليدية وذلك عبر إخراج مشاريع المجمعات المذكورة وتسطير برامج تهدف إلى هيكلة القطاع وتقديم مساندة أفقية للفاعلين المهنيين وتحسين وسائل الإنتاج وتنظيم القطاع.
وفي نهاية تدخله، طالب السيد عامل الإقليم بتظافر جهود جميع المتدخلين قصد الخروج بتصور واضح لما يجب القيام به من أجل تنمية وتطوير هذا القطاع بما ينسجم مع انتظارات وتطلعات المهنيين وساكنة الإقليم.
وبعد ذلك، ألقى السيد المدير الجهوي للصناعة التقليدية بفاس عرضا حول موضوع : قطاع الصناعة التقليدية بإقليم تاونات واقع وآفاق، قدم فيه نظرة عامة عن قطاع الصناعة التقليدية بالإقليم موضحا أنه يتوفر على 6231 من الصناع التقليديين منهم 5240 صانعا تقليديا في صنف الفنية والإنتاجية و 5240 حرفيا في صنف الصناعة التقليدية عبر مختلف تراب الإقليم، موزعين حسب الحرف الرئيسية وهي : النجارة و الخياطة بجميع انواعها والمصنوعات النباتية والنسيج التقليدي والنقش على الأحجار والفخار القروي والمصنوعات الجلدية وحرف أخرى فنية إنتاجية.
كما تطرق إلى التجمعات الحرفية بالإقليم وبرنامج التكوين بالتدرج المهني الذي استفاد منه حرفيو الإقليم في إطار المخطط الاستعجالي لوزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني والبنيات التحتية التأطيرية بالإقليم والصعوبات والإكراهات التي يعاني منها القطاع ونتائج التشخيص الميداني لبعض الحرف بالإقليم المنجز في الفترة الممتدة من 9 إلى 21 دجنبر 2012 من طرف لجنة مكونة من المصالح المركزية بالوزارة والمديرية الجهوية للصناعة التقليدية بفاس والمديرية الجهوية للصناعة التقليدية بتازة بدعم و إشراف من السيد عامل الإقليم، كما استعرض منجزات الوزارة الوصية بالإقليم في إطار المخطط الجهوي للصناعة التقليدية بتازة .
وقدم ممثل مكتب الدراسات ، عرضا حول تشخيص وضعية كل من تعاونية الوحدة لصناعة الدوم والقفة بجماعة مولاي بوشتى وتعاونية النسيج والدرازة بقرية أولاد آزم ، تناول فيه أهم ما تم القيام به من أجل تأهيل هاتين التعاونيتين على المستوى القانوني والتنظيمي مع تحديد نقط القوة والضعف في مجال التسيير والتخطيط بالإضافة إلى صياغة كتيبات لعرض منتوجاتهم ومواكبة التعاونيتين من أجل الحصول على الشارة الوطنية للصناعة التقليدية.
وبعد المناقشة، تقدم المشاركون في أشغال هذا اللقاء بمجموعة من المقترحات والتوصيات التي تهم تحسين وضعية هذا القطاع والتي من بينها على الخصوص إحداث نواة إدارية للمديرية الجهوية للصناعة التقليدية بإقليم تاونات والمساعدة على تكوين الصناع التقليديين وتقوية قدراتهم للحفاظ على مجموعة من الحرف ومساعدتهم على تسويق منتوجاتهم .
وفي نهاية الاجتماع، تدخل السيد عامل الإقليم من جديد، مقترحا تكوين فريق عمل يضم ممثلي المديرية الجهوية والغرفة الجهوية للصناعة التقليدية بفاس ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال ومصالح عمالة إقليم تاونات قصد السهر على تهييء برنامج عمل واضح ومتكامل يهم القطاعات الأربعة وهي صناعة النسيج والفخار الفني التاريخي والفخار القروي والمنتوجات النباتية في غضون شهرين وعقد لقاء موسع على المستوى الإقليمي تحضره جميع القطاعات والفاعلين المعنيين لعرض وتقاسم نتائج هذه الدراسة لإعداد برنامج متوافق عليه للمشاريع الممكن إنجازها بالنسبة لكل نوع من أنواع الصناعة التقليدية السالفة الذكر .
عمالة إقليم تاونات
مصلحة الاتصال
