تنسيقية تميط اللثام عن مجموعة من الاختلالات بمدينة تازة

عادت التنسيقية الإقليمية لمناهضة الإقصاء والتهميش والفساد بمدينة تازة مجددا إلى الواجهة بتقرير رسم فيه صورة قاتمة عن الأوضاع بهذه المدينة التي سبق لها أن عاشت احتجاجات عنيفة عرفت بـ”أحداث الكوشة”، وشهدت، في السنين الأخيرة، تعيين ثلاثة عمال، آخرهم العامل الحالي، المصطفى المعزة، دون أن تشهد دينامية من شأنها أن تقطع مع واقع التدهور في مختلف القطاعات. وعرت موجة الثلوج الأخيرة في جبل بويبلان ووفاة راعي الغنم حميد بعلي وسطها في قمة الجبل عزلة عدد من الجماعات المحيطة، وضعف التدخلات الاستباقية وغياب برامج ناجعة لفك العزلة عن هذه المناطق.

ودخل المجلس الجماعي للمدينة في أزمة عجز عن الخروج منها بسبب صراعات بين أقطابه في الأغلبية والمعارضة. وفشل المجلس الإقليمي في اعتماد برامج تنموية مهيكلة تهم الجماعات المحيطة بالمدينة والتي تعاني من غياب التجهيزات الأساسية التي يمكن أن تساعد ساكنتها على الخروج من العزلة التي تعيش فيها. فقد عاد غلاء فواتير الماء والكهرباء ليلهب جيوب فئات واسعة من المواطنين. أما الإنارة العمومية فهي تعاني من تدهور في المصابيح والأعمدة والأسلاك والمحولات. وتحول فضاء المدينة إلى  نقط نفايات عشوائية نتيجة عجز في تدبير القطاع، وهو العجز ذاته الذي تعاني منه حافلات النقل الحضري المهترئة.  

وتطرقت التنسيقية الاقليمية لمناهضة الاقصاء والتهميش والفساد بتازة، في بيان لها، لعدد من القضايا الحارقة بالمدينة، ومنها فشل تدبير الشأن المحلي من طرف المجلس البلدي بكافة مكوناته السياسية مما أدى إلى التصويت ضد ميزانية 2019. وتعيش مختلف أحياء وشوارع المدينة تنامي ظاهرة احتلال الملك العمومي، من طرف أصحاب المقاهي والمحلات التجارية، مع إغلاق الأرصفة أمام المارة، دون تسجيل أي مقاربة لمواجهة هذه الظاهرة. أما سوق السمك، فإنه يعاني من احتكار أحد أعيان المدينة، بينما أغلق السوق النموذجي الجديد للسمك والذي أنجز بميزانية ضخمة. ولم يسلم سوق الخضر بدوره من الاحتكار. وقالت التنسيقية إن هذا السوق يسيطر عليه أحد سمسارة الانتخابات. ولم تفعل السلطات المحلية أي قرارات رقابية لمواجهة هذا الاحتكار الذي يؤثر على التجار ويلهب الأسعار ويضر بالقدرة الشرائية لفئات واسعة من المواطنين. وفي ظل غياب آليات الرقابة، تحولت مرافق إدارية للجماعة إلى سكن شخصي. والأدهى أن محتلي هذه المرافق يستفيدون من الماء والكهرباء على حساب الجماعة. وكانت مدينة تازة في عقود سابقة يضرب بها المثال في المناطق الخضراء والحدائق العمومية، لكنها تحولت جل الفضاءات المفتوحة فيها إلى بنايات أسمنتية، بعدما تمكن المنعشون العقاريون من اقتنائها.