متابعة : احمد الزينبي
في إطار تفعيل المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، احتضن مقر عمالة إقليم تاونات يوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025، اجتماعاً للجنة الإقليمية للتنمية البشرية برئاسة السيد عامل الإقليم، وبحضور رؤساء اللجن المحلية وأعضاء اللجنة الإقليمية وممثل عن المجلس الإقليمي، وذلك في إطار تتبع تنفيذ برامج المبادرة برسم الشطر الثاني من السنة الجارية.
وخصص هذا اللقاء لعرض حصيلة منجزات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم خلال الفترة الممتدة من 2005 إلى 2025، بالإضافة إلى دراسة والمصادقة على تمويل عدد من المشاريع الجديدة، لاسيما تلك المرتبطة بدعم الجمعيات المسيرة للمراكز الاجتماعية، وتعزيز ريادة الأعمال لدى الشباب، وتقوية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ضمن البرنامج الثالث المتعلق بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد عامل الإقليم على الأهمية الاستراتيجية للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده في 19 شتنبر 2018، باعتبارها مقاربة تنموية متجددة ترتكز على دعم الرأسمال البشري، ورعاية الفئات الهشة، وتمكين الشباب عبر خلق فرص الشغل والمبادرات المدرة للدخل.
وأوضح أن حصيلة المبادرة على مستوى الإقليم تعكس نتائج جد إيجابية، سواء من حيث عدد المشاريع أو أثرها الملموس على الساكنة، إذ ساهمت في تعزيز البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية، وتشجيع التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي، وتحسين الخدمات الصحية خصوصاً لصالح الأم والطفل، فضلاً عن تمكين الشباب من فرص إدماج اقتصادي.
وحسب المعطيات التي قدمها رئيس قسم العمل الاجتماعي، فقد بلغ مجموع المشاريع والعمليات المنجزة أو التي هي في طور الإنجاز خلال الفترة ما بين 2005 و2025 حوالي 2805 مشروعا وعملية، بميزانية إجمالية تناهز 1,3 مليار درهم، موزعة على ثلاث مراحل رئيسية:
- المرحلة الأولى (2005-2010): 318 مشروعا و60 مليون درهم.
- المرحلة الثانية (2011-2018): 798 مشروعا باستثمار قدره 593,4 مليون درهم.
- المرحلة الثالثة (2019-2025): 1689 مشروعا بغلاف مالي يقدر بـ 733 مليون درهم.
وتشمل هذه التدخلات عدداً من المجالات ذات الأولوية، من بينها بناء وتوسيع وتجهيز دور الطالب والطالبة، فتح وتقوية المسالك الطرقية، بناء مركزين لتصفية الدم، اقتناء وحدات طبية متنقلة وسيارات الإسعاف، وتأهيل وتجهيز مراكز الاستقبال، إضافة إلى إنشاء فضاءات للتوجيه ومواكبة الشباب.
وقد مكنت هذه الجهود من تشغيل 1128 شابا وشابة ضمن محور دعم التشغيل، وتمويل 445 مشروعا مدرا للدخل و 64 مشروعا في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني. كما تم بناء وتجهيز عدد من دور الأمومة والمستوصفات ودور الولادة، وإحداث 216 وحدة للتعليم الأولي بغلاف مالي يناهز 113 مليون درهم، واقتناء 84 حافلة للنقل المدرسي بكلفة 31 مليون درهم.
وفي ختام الاجتماع، صادقت اللجنة الإقليمية على 14 عملية لدعم الجمعيات التي تشرف على تسيير المراكز الاجتماعية، إضافة إلى مشروعين يهمان استكمال تهيئة وتجهيز مركز التكوين وإدماج المرأة بجماعة ارغيوة، واقتناء وحدة للمساعدة الاجتماعية لفائدة مركز الأشخاص المسنين وبدون مأوى بجماعة قرية با محمد، بكلفة إجمالية تقدر بـ 2.350.000 درهم، في إطار البرنامج الثاني لمواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة.
كما تم خلال اللقاء المصادقة على 100 مشروع لفائدة الشباب حاملي الأفكار، بكلفة إجمالية تبلغ 12 مليون درهم، منها 73 مشروعا لدعم ريادة الأعمال و27 مشروعا في إطار الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، من أصل 161 فكرة مشروع تم انتقاؤها على مستوى فضاء التوجيه ومواكبة الشباب.
ويؤكد هذا الاجتماع التزام السلطات الإقليمية والفاعلين المحليين بمواصلة تفعيل برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كرافعة أساسية لتحقيق تنمية مندمجة ومستدامة بإقليم تاونات، مع التركيز على تمكين الشباب وتعزيز الإدماج الاقتصادي والاجتماعي للفئات المستهدفة.