متابعة: توفيق الكنبور
تعيش جماعة غياثة الغربية التابعة لإقليم تازة على وقع أزمة سياسية خانقة، بعد أن شهدت الدورة العادية للمجلس الجماعي المنعقدة صباح اليوم الإثنين 6 أكتوبر الجاري، انسحابًا جماعيًا لعدد من الأعضاء، في خطوة احتجاجية على ما وصفوه بـ”سوء التسيير، وغياب الشفافية، وتراكم الاختلالات القانونية والإدارية”.
الاجتماع الذي تضمن جدول أعماله أربع نقاط رئيسية، تحوّل إلى منصة للغضب والاحتجاج، بعد أن أعلن عدد من المستشارين الجماعيين، من ضمنهم نائبان للرئيس، ورئيس لجنة المالية ونائبه، وخمسة مستشارين آخرين، رفضهم المطلق للوضعية المتردية التي أصبحت تعيشها مرافق الجماعة، مع مطالبة مباشرة بتدخل عاجل من طرف السلطات الإقليمية لوضع حد لما أسموه بـ”الاستهتار والفساد المستشري”.
المستشارون المحتجون قرروا الانسحاب من الدورة بشكل جماعي، وذلك احتجاجًا على، عدم التوصل بمشروع الميزانية المقرر دراسته، وعدم تقديم مسودة اتفاقيات الشراكة المزمع توقيعها.رفض الرئيس تلاوة التقرير المرحلي حول منجزات المجلس بين الدورات، في سابقة تخالف الأعراف والتقاليد المؤسساتية.
الأزمة لم تقف عند حدود الانسحاب، بل شهدت توجيه اتهامات خطيرة للرئيس وبعض مرافقيه، حيث كشف المستشارون أن ، رئيس الجماعة لا يزال متابعًا أمام محكمة جرائم الأموال بفاس، على خلفية شبهة غسل الأموال.
رئيس لجنة المالية ونائبه سبق وأن صدرت في حقهما أحكام قضائية قطعية، وهو ما يطرح علامات استفهام حول استمرارهم في تحمل المسؤولية داخل المجلس.
وتم انتخاب أعضاء آخرين حديثًا رغم وجود طعون وانتقادات قانونية، مما يجعل الجماعة، حسب تعبير أحد المستشارين المنسحبين، “نقطة سوداء في الإقليم”.
المستشارون المنسحبون وجّهوا نداء مباشرًا لعامل إقليم تازة للتدخل، مؤكدين أن ما تعيشه الجماعة يهدد السير العادي للمؤسسة المنتخبة، ويُعمّق الهوة بين الساكنة وممثليها.
وفي خطوة تصعيدية، أعلنوا عزمهم على اللجوء إلى القضاء، وسلك المساطر القانونية والإدارية اللازمة من أجل “تصحيح هذا المسار المنحرف”، وفق تعبيرهم، مشددين على أنهم لن يقبلوا بمزيد من الفوضى، أو التسيير الفردي الذي يُقصي باقي مكونات المجلس.
تطورات جماعة غياثة الغربية تُنذر بمرحلة دقيقة، قد تعصف بتوازنات المجلس، وتدفع نحو إعادة ترتيب الأوراق إما عبر تدخل سلطوي، أو تحركات قانونية من الداخل. في انتظار ذلك، يبقى المجلس فوق صفيح ساخن، والرئيس في وضع لا يحسد عليه، وسط احتقان سياسي متزايد وتلويح بالتصعيد.