محمد حارص
احتضن المسرح الكبير بمدينة تازة، يومه الثلاثاء 25 مايو الجاري، فعاليات اللقاء التواصلي الدي نظمته عمالة إقليم تازة، تخليدا للذكرى 16 للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي اختير لها هذه السنة شعار “كوفيد- 19 والتعليم: الحصيلة والآفاق لتحصين المكتسبات”.
مصطفى المعزة عامل إقليم تازة، وخلال كلمته الافتتاحية، أكد أن المشاريع المنجزة على المستوى الإقليمي خلفت وقعا إيجابيا على المستفيدين منها ومكنت من تعزيز الثقة في أنفسهم لتقوية قدراتهم مما يحقق تطلعاتهم ويلبي احتياجاتهم.
كما أشار أن تخليد هذه الذكرى يأتي في ظل وضعية استثنائية تتزامن مع التدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية التي اعتمدتها المملكة على غرار باقي بلدان العالم، وذلك للتصدي لجائحة كورونا التي كان لها تأثيرات سلبية على العديد من القطاعات وخاصة قطاع التربية والتكوين.
مضيفا أن العديد من التلاميذ والطلبة حرموا من متابعة الدراسة بشكل حضوري خلال فترة الحجر الصحي، بما فيهم الأطفال الذين لم يتمكنوا من إنهاء فترة تكوينهم بوحدات التعليم الأولي الذي يعد لبنة أساسية للنجاح المدرسي، مضيفا أيضا أن ظاهرة الهدر المدرسي شكلت إحدى المشاكل التي تم التصدي لها من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وذلك بالعمل على تحسين ظروف تمدرس الأطفال بالأوساط الهشة بالإقليم.
عبد اللطيف لحيمر، وفي عرض حول حصيلة البرنامج الثاني الخاص بمواكبة الأشخاص بوضعية هشاشة، فقد أبرز، أن هذا البرنامج يهم إحدى عشر فئة مصنفة ضمن الأشخاص بوضعية هشة، تم التكفل بهم من طرف الهيئة الإقليمية للتنمية البشرية، ببناء مراكز تأوي هؤلاء الأشخاص وأيضا تجهيزها ودعم الجمعيات التي تسهر على تسييرها باستثمارات بلغت 12،6 مليون درهم.
فعلى مستوى فئة الأشخاص المسنين، فيبلغ عدد المستفيدين 100 مستفيد، حيث عرفت دار العجزة التي تأوي هذه الفئة خلال سنتي 2019 و2020 توسعة وذلك بإحداث جناح خاص بالنساء وتهيئته الخارجية، بطاقة استيعابية 40 مستفيدة. كما تم تأهيل وصيانة الجناح الخاص بالرجال بتكلفة إجمالية قدرها 3،3 مليون درهم ممولة من طرف صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مع اقتناء سيارة إسعاف مجهزة.
أما فئة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد عرفت بناء وتهيئة عدد من المراكز التي تهتم بالأطفال والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث عرفت سنتي 2019 -2020 برمجت بناء وتجهيز مركز تكوين الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة تاهلة بغلاف مالي قدره 3،5 مليون درهم (في طور الانجاز)، وسيستفيد منه 200 شخص، ومشروع تجهيز مركز لفائدة الصم بمدينة تازة بمبلغ مائة ألف درهم، ومشروع اقتناء حافلتين للنقل المدرسي.
سنة 2019، عرفت تدشين مركز لفائدة الأطفال المصابين بمرض التوحد بمركب الرعاية الاجتماعية بتازة، بمبلغ حوالي مليوني درهم، ويستفيد منه 30 طفلا، كما برمجت سنة 2020 مشروع بناء جناح جديد وتجهيزه لفائدة المرضى المصابين بمرض القصور الكلوي، بمبلغ إجمالي قدره عشرة ملايين درهم، تبلغ مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حوالي أربعة ملايين درهم (طور الانجاز)، وذلك للرفع من عدد المستفدين من 120 إلى 240، كما برمجت لذات الفئة عن سنة 2021 اقتناء حافلتين جماعيتين لنقل المرضى عبر ربوع الإقليم بمبلغ 900 ألف درهم.
أما بخصوص فئة المتسولين والمشردين، فقد عملت الهيئة الإقليمية على برمجت مشروع تهيئة مركز الإسعاف الاجتماعي بواد امليل عن سنة 2021، وكذا برمجت اعتماد 3،5 مليون درهم لتأهيل وتهيئة مصلحة الطب النفسي بالمركز ألاستشفائي ابن باجة لفائدة فئة المختلين عقليا.
المبادرة برمجت عن سنة 2019 مشاريع مدرة للدخل لفائدة فئة السجناء السابقين بدون مورد، بشراكة مع مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء السابقين بمبلغ قدره مليون درهم على شطرين، استفاد منه 18 شخصا بشطره الأول.
مصطفى برنسي وفي تقديمه لعرض حول البرنامج الخاص بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، فقد أكد أن الهيئة الإقليمية للتنمية البشرية وفي إطار أحداث منصة الشباب، فقد تم تخصيص المركز المتعدد التخصصات بحي بيت غلام كمنصة للشباب وذلك بغية دعم وتأطير الشباب للحصول على فرص عمل من خلال تعزيز قابلية الشغل لديه وتشجيع إحداث المقاولات.
وضمن مجال ريادة الأعمال لدى الشباب، وتنفيذا لاتفاقيات الشراكة الموقعة بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية والمركز المغربي للدراسات والأبحاث حول المقاولات الاجتماعية بفاس، تم تنظيم حملات تحسيسية بمجموع الدوائر الخمس لإقليم تازة، حول موضوع الدعم المقاولاتي للشباب والذي بلغ عدد المستفدين منه ما مجموعه 220 شاب وشابة.
وأضاف برينسي، أن محور تحسين الدخل الاقتصادي والاجتماعي التضامني، والذي أولته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أهمية كبرى بمجال التشغيل الذاتي، فقد عملت الهيئة الاقليمية على تمويل وتهيئة مركز مشروع إنتاج الزريبة الوراينية وتثمين منتجات الصوف بمركز جماعة الزراردة والذي يبلغ عدد المستفيدات منه ما مجموعه 30 امرأة.
إلهام بلغازي، وضمن عرضها حول برنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، فقد بلغ حجم الاستثمار المرصود في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حوالي 50 مليون درهم، موزعة على كل من قطاع الصحة حوالي 7 ملايين درهم، والتعليم بمبلغ يفوق 42 مليون درهم، وتركزت تدخلات المبادرة الوطنية بهذا البرنامج على ثلاث محاور، همت صحة الأم والطفل، التعليم الأولي بالوسط القروي، ودعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي.
المدير الإقليمي للتعليم بتازة، رشيد الكايز، ركز خلال عرض قدمه بالمناسبة على التأثيرات السلبية لجائحة كورونا على الحصيلة المسجلة في مجال التعلم والتمدرس ، وخطر تراجع المكتسبات المسجلة على مستوى قطاع التربية، من جراء الإغلاق المؤقت للمؤسسات التعليمية، مع التركيز على سبل تجاوزها.
. اللقاء التواصلي شكل أرضية للنقاش وتبادل الآراء حول الإنجازات وكذا الاقتراحات التي تهدف إلى الرفع من فعالية مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية الوطنية في جميع المجالات، خاصة تلك التي تهدف إلى تجويد قطاع التربية والتكوين في ظل الظروف الاستثنائية الحالية.