“برلمان.كوم” ينشر صورة جديدة لأمينة ماء العينين ويسألها عن مصير الخبرة

أثارت الضجة المفتعلة التي قادتها كتائب حزب العدالة والتنمية من أجل التشكيك في صورة ماء العينين التي نشرها موقع “برلمان.كوم” جدالا كبيرا في الأوساط الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، فمن متسائل عن مدى صحة الصورة، ومن منتقد لنشرها، ومن غاضب على ازدواجية ونفاق الخطاب السياسي لحزب العدالة والتنمية.

وإغناء لهذا النقاش الصحي الذي أثير بكل حرية في التعبير، وفي حقي الدفاع والانتقاد، ينشر موقع “برلمان.كوم” صورة جديدة لنفس النائبة وهي ترتدي لباسا جد حداثي، مكشوفة الذراعين، ومكشوفة ما تحت الركبتين، في ساحة “فاندوم” الشهيرة في باريس، حيث أغلى أنواع اللباس والمجوهرات.

فهل سيقوى الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية ليصدر بلاغا جديدا يكذب فيه صحة هذه الصورة، أو يعلن أن الأمر يتعلق بشقيقة توأم للنائبة البرلمانية، لم تتعرف عليها بعد؟ ونحن إذ ننشر هذه الصورة التي تكشف الحقيقة الدامغة، فإننا لا نبتغي من الأمر أي مس بالحريات الشخصية، وخاصة حرية فتياتنا اللواتي يرتدين هذا اللباس أو ذاك، بل الأمر يتعلق هنا بقيادية بارزة في حزب ذي مرجعية دينية يقود الحكومة، ويرفض اللباس الحداثي، كما وقع مرتين تحت قبة البرلمان، حيث توقفت الجلسة بسبب فتاة ترتدي لباسا ربما كان أكثر حشمة ووقارا من هذا الذي ترتديه “أمينة تخراج العينين”.

إذن فالمستهدف من نشر هذه الصور ليس هي ماء العينين بذاتها، كما لم يكن محمد يتيم مستهدفا بما نشر حوله، ولكن المستهدف هو ازدواجية الخطاب السياسي المغلف بخطاب ديني لا علاقة له بالوسطية والاعتدال لدى حزب يقود الحكومة.

والمستهدف في نشر هذه الصور هو الفعل المرفوض الذي تقوم به بعض الجهات، التي تتاجر وتتلاعب بمشاعر المواطنين، وتشهر أمام أوجهنا القيم والمبادئ وكأنها قناعات، وحينما نتحرى قليلا يتأكد لنا أنها مجرد أقنعة ولعاب للوصول إلى المناصب (أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا).

والآن نتوجه إليك السيدة ماء العينين ببعض الأسئلة لعلك تجيبين عنها ونطوي هذه الصفحة من جهتنا: لماذا ترفضين اللجوء إلى الخبرة من أجل التحقيق في صحة هذه الصور، وقد تطوعنا لأداء الفاتورة نيابة عنك؟ لماذا تسلكين نفس مسلك الصحفي بوعشرين حين نفى كل ما نسب إليه، قبل أن يتم اللجوء إلى الخبرة فتكشف الحقيقة؟ لماذا لم تُقاضينا؟ إذا اعتبر البعض تجاوزا أن الصورة الأولى مفبركة أو “فوطوشوب”، كما تدعين فماذا عن هذه الصورة، التي تبدين فيها مسترخاة ومسرورة أمام من التقطها لك، وهو الشخص نفسه الذي التقط الصورة الأولى وصورا أخرى؟ أليست الصور المنشورة قد التقطت برضاك، مرة وأنت ترقصين مزهوة فوق منصة تنفخ الهواء، أمام أشهر مكان لسياحة الخلاعة في باريس، ومرة وأنت مبتهجة في واحد من أغنى وأغلى شوارع باريس؟ فلماذا تعتبرين نشرها تشهيرا بك؟ كيف يكون الأمر تشهيرا وأنت شخصية عمومية بأكثر من صفة؟ وكيف تكون تشهيرية وأنت تلبسين لباسا ترتديه ملايين المغربيات في الشارع العام وليس في مكان خاص؟ إن اعترافك بأنك رافقت شخصا يكره حزبك، ويسعى إلى تدميره، كما نشر في إحدى تدويناته بإيعاز من سيده إلياس العماري، وهو معروف أيضا بانتمائه لجماعة تفطر في شهر رمضان، وتتناقض مرجعياتها كليا مع التي يؤمن بها حزبك، هو دليل آخر أن هناك خلل ما في الموضوع يشبه مرض الانفصام، وبذلك فهذا الفعل لوحده أخطر بكثير من تبرجك أو انسلاخك عن الحجاب.

إذا كانت هذه الصور مفبركة كما تدعين، فهل ماء العينين التي تقدمت يوما بشكوى ضد جهات مجهولة، بدعوى أن حسابها الخاص تم اختراقه، كانت مفبركة، خاصة أنها أقامت الأرض ولم تقعدها قبل أن تتلقى صفعة قوية في التحقيق، كون أن الذي اخترق حسابها هو زوجها بدافع الغيرة والشك، نعم بدافع الغيرة والشك؟ ألست أنت من نشر تدوينة كلها غزل ولذة في الشوباني السياسي، فحيرت العقول وأدهشت القراء، قبل أن تبرري تدوينتك بحجة تافهة، وهي أنك تحبين نوعا من الجبنة اسمها “شوباني”، ولعلمك فقط، فإن تاريخ هذا الحادث كان سابقا لفضيحة الشوباني الأخلاقية التي أبعد بسببها عن الوزارة؟ لماذا تنتفضين اليوم ضد هذه الصور، ولم تفعلي نفس الشيء حين نشرت لك صور الورود المهداة إليك في مقهى بالشارع العام وأنت تصاحبين من كان برفقتك؟

هي أسئلة كثيرة نعلم مليا أنك تعرفين أجوبتها، ولكن يحرجك إعلانها للرأي العام الوطني، لكي لا تفقدي علامتك التجارية مع الناخبين. ولذلك فليس لنا سوى أن نقاضيك نحن أيضا إلى الله تعالى، مرحبين في نفس الوقت بمقاضاتك لنا أمام العدالة.

عن برلمان.كوم