امرأة السنة بالدبلوماسية المغربية باسبانيا

بقلم : ادريس الروكي رمزي*

إذا كانت الصحافة هو نقل الوقائع والأحداث وليس بالضرورة القصوى الحديث الدائم و المستمر عن السواد والتشاؤم الذي يتميز بعض زملائنا الأعزاء، ولذلك وجب علي اليوم الحديث بتفاؤل وبياض حتى يرى المتتبع بالعين الأخرى للتفاؤل والأمل الذي نعيش به من أجل غد أفضل.

السيدة السفيرة للمملكة المغربية بمدريد كريمة بنيعيش هي مثال التفاؤل والصبر والحنكة اللازمة في عدة أمور صعبة مرت خلال هذه السنة على الدبلوماسية المغربية باسبانيا وبالتالي ليس عبثا أن أصفها بسيدة السنة بالدبلوماسية المغربية باسبانيا على اعتبار المجهود الكبير والمستمر الذي قامت به هذه السيدة المتواضعة والحكيمة.

الكل يعلم أن هذه السنة هي سنة تحول بل أكثر من ذلك فهي سنة الكوابيس بامتياز كان أبرزه ملف جائحة كورونا الذي فاجئ الجميع وضرب بقوة كل بقاع العالم وخلخل كل القواعد الاجتماعية و اربك الاقتصاد العالمي وجعل شركات على حافة إفلاس حقيقي مما أثر على جميع الأسر خاصة المهاجرين المغاربة الذين يعيشون على التراب الاسباني، بل وقطع التواصل بين الدول وهو ما أفرز لنا ملف العالقين بالديار الاسبانية وهنا ليس لا تلميعا ولا أي شئ أخر بل هي الحقيقة التي عايشتها بصفتي الإعلامية والصحفية فالدبلوماسية المغربية عملت بشكل يومي من أجل التواصل مع العالقين ومحاولة مساعدتهم المالية والطبية والاجتماعية وهو ما كان له الأثر الايجابي لهذه الفئة التي عانت الويلات جراء انقطاع المواصلات برا، بحرا وجوا .

لقد عملت جميع القنصليات تحت إشراف السيدة السفيرة بحكمة وتبصر رغم الاكراهات الكثيرة وهنا أشير فقط أن الشكر لابد أن يكون موصولا لكل الفاعلين الجمعويين الذين خاطروا بأرواحهم من أجل إنجاح عملية المساعدة المباشرة للعالقين.

بعد كل ذلك خرج ملف أخر لا يقل أهمية من سابقه وهو ملف نساء الفرولة الفريز اللواتي يشتغلن في الحقول الاسبانية فكانت كذلك المبادرة والتنسيق بين كل المتدخلين من أجل إرجاعهن إلى بلدهم المغرب ولم الشمل لهذه النسوة .

إن العمل اليومي بل الساعاتي للسيدة السفيرة المحترمة لم ينتهي بل دخلت في اتصالات مباشرة مع رئيس الحكومة الاسباني ومع كل الفاعلين السياسيين الاسبان من أجل بلورة إستراتيجية تخدم أولا العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وثانيا الحفاظ على المكتسبات التي راكمتها الجالية المغربية بالديار الاسبانية ومحاولة إيجاد الحلول الملائمة لمساعدة هذه الأسر التي تضررت كثيرا جراء جائحة كورونا.

لم تمر هذه السنة إلا وظهرت أزمة الكركرات والتي عرفت كلاما كثيرا ومطولا إلا أن الحسم جاء بالحكمة الملكية السامية والتي أنهت العملية بشكل سريع وذكي مما جعل جبهة البوليزاريو تحرك أذرعها الخارجية من أجل الضغط وخاصة باسبانيا حيث وصل الأمر إلى إنزال العلم المغربي من قنصلية المملكة المغربية بفالينسيا وهو ما تعاملت معه السفيرة والسيد القنصل بالحكمة والاتزان والقانون الذي يحمي الدوائر التي تمثل المغرب.

إن تحرك السيدة السفيرة واتصالاتها المباشرة مع بعض الأحزاب خاصة اليسارية منها وعلى سبيل المثال بوديموس جعل هذا الأخير يخرج بتصريح مهم جدا أن الحزب يعطي نفس المسافة في هذا الملف بين الطرفين وهو ما يعني النهاية الحتمية للدعم الذي قدمه سابقا وهو انتصار كبير في هذا الجانب.

بالفعل إنها سيدة السنة بالدبلوماسية المغربية باسبانيا للعمل الجبار والكبير الذي قامت به وتقوم به في صمت وتواضع قل نظيره يشهد بذلك كل العاملين بالسفارة جميع القناصلة المحترمين والأطر العاملة بكل أصنافها، وكذلك المجتمع المدني الذي تربطه بهذه السيدة علاقة خاصة مبنية على الاحترام التام لكل الكوادر والأطر.

أرفع لك القبعة كصحفي مهني وأعتبر العمل الهائل الذي قمت به السيدة السفيرة إشارة ايجابية لمستقبل قريب للجالية المغربية باسبانيا.

*صحفي من اسبانيا