أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل ، محمد المهدي بنسعيد أن المغرب ،حرص تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على الانخراط في صلب العمل الثقافي العربي المشترك سواء من داخل جامعة الدول العربية أو من خلال أجهزة الألكسو. وأوضح السيد بنسعيد في تدخل له اليوم الأحد عبر تقنية المناظرة المرئية خلال الدورة 22 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي ، الذي ينظم بدبي بالتزامن مع انعقاد الدورة الأولى لمؤتمر اللغة العربية، أن هذا الانخراط تجسد بالأساس في تفعيل مختلف الخطط والاستراتيجيات الثقافية العربية، وتنفيذ مضامين العقد العربي للحق الثقافي 2018-2027، وإعمال التوصيات الصادرة عن مختلف المؤتمرات والندوات ذات الصلة بمجالات الثقافة والفنون والتراث.
وذكر بنسعيد خلال المؤتمر الذي ينعقد في موضوع ” تحديث الخطة الشاملة للثقافة العربية ” بفعاليات وجدة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2018 التي جسدت إحدى معاني العمل الثقافي العربي المشترك، وما رافق هذا الحدث من نجاح باهر على مختلف المستويات والأصعدة.
وأكد أن المغرب قطع في إطار العمل الثقافي العربي المشترك أشواطا هامة في وضع الثقافة ضمن أولويات التنمية الشاملة، وفي ترسيم التعدد اللغوي والتنوع الثقافي للهوية المغربية ضمن دستور 2011، وإدراج المكون الثقافي كمحور أساسي ضمن النموذج التنموي الجديد للمملكة، والتنصيص عليه ضمن البرنامج الحكومي 2021-،2026 ، مبرزا أن المغرب ح قق أيضا تراكمات هامة في مجال التعميم الترابي للبنيات والمؤسسات الثقافية والفنية، ودعم الصناعات الثقافية، وصيانة وتثمين الموروث الثقافي الوطني المادي وغير المادي، فضلا عن اعتماد مخطط للإقلاع الثقافي يروم تجاوز الآثار السلبية لجائحة كوفيد-19.
وأشار بنسعيد من جهة أخرى الى أن المملكة المغربية ، تقدمت في إطار خارطة الطريق للخمس سنوات المقبلة التي اعتمدتها منظمة الألكسو لإعداد الملفات العربية المشتركة لتسجيل التراث الثقافي غير المادي في قائمة اليونسكو ، بطلب إلى هذه المنظمة في شأن إعداد ملف عربي مشترك حول “العمارة الطينية” وتقديمه لليونسكو للتسجيل على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، مؤكدا أن هذا الملف لقي ترحيبا واسعا من الدول العربية ، وعقدت بشأنه جلسات عمل، عن بعد، تحت إشراف إدارة الثقافة بمنظمة الألكسو.
وقال في هذا السياق “لذلك فإننا نتطلع اليوم إلى دعمكم وتحسيس الخبراء التابعين لكم من أجل الانخراط في هذا المشروع الهام الذي يجسد قيم ومبادئ العمل العربي المشترك”.
وكانت وزيرة الثقافة والشباب الإماراتية ،نورة بنت محمد الكعبي قد دعت في كلمة افتتحت بها المؤتمر، الذي يعقد بالمعرض العالمي “اكسبو دبي 2020 ” الى العمل على صياغة استراتيجيات تركز خدمة تطلعات البلدان العربية والحفاظ على تراثها، وتوفير الأرضية اللازمة لتعزيز مساهمة الثقافة في دعم اقتصاداتها وخدمة مجتمعاتها.
وقالت ” إن عملنا المشترك وجهودنا لتحقيق الأهداف المشتركة يجب أن توحد اليوم خطابنا بينيا بما يؤكد على إرساء قيم التسامح والتعايش وتقبل الآخر، ونبذ العنف والتهميش والتطرف”.
من جانبه أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط أن العالم العربي مرت عليه عشرية صعبة لا زالت آثارها تتداعى، وتأثيراتها تتدافع وتتوالى على المجتمعات، مبرزا آثار هذه العشرية الصعبة على الثقافة والفكر.
وقال ان هناك ثلاث نقاط أصبحت لها أهمية كبيرة في حاضر الثقافة العربية ومستقبلها وهي “الإصلاح الديني، ومفهوم الدولة الوطنية، والانفتاح على الثقافة العالمية”، معتبرا ان هذه القضايا الثلاث مترابطة ومتشابكة.
من جهتها، أكدت وزيرة الثقافة المصرية ،إيناس عبد الدايم ، أهمية العلاقات الوطيدة والرؤئ والأهداف المشتركة بين كافة الأعضاء، فيما اعتبر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ” الالكسو” محمد ولد اعمر أن المنظمة شرعت منذ أن عكفت على مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية وتحديثها، في الاستجابة لمتطلبات أخرى تلبية لأولويات الدول العربية واحتياجاتها طبقا لما أقره المؤتمر العام للمنظمة وما تضمنته ميزانيتها للدورة المالية 2020 – 2021 من برامج وأنشطة، مضيفا ان المنظمة سعت إلى مواصلة الحوار والتنسيق مع الهيئات الدولية والمنظ مات العربية المعنية بتطوير المعرفة وخدمة الل غة العربية وتنمية الثقافة مثل اليونسكـو والإيسيسكو ومكتب التربية العربي لدول الخليج ضمن إطار عمل وتعاون وشراكة مستدامة.
ويبحث وزراء الشؤون الثقافية في الوطن العربي خلال هذه الدورة، بالإضافة الى الخطة الشاملة للثقافة العربية وتحديثها ، سبل توحيد الجهود العربية في المجالات الثقافية المختلفة، بما في ذلك التعاون من أجل تسجيل التراث غير المادي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، وبناء اقتصاد معرفي مستدام ،وتطوير منظومة الصناعات الثقافية والإبداعية.
يشار الى أنه تنظم بالتزامن مع مؤتمر التحديث الشامل للثقافة العربية ، اشغال الدورة الأولى لمؤتمر اللغة العربية، تحت شعار “حوار المجتمعات وتواصل الحضارات” بمشاركة عدد من الوزراء المسؤولين عن الثقافة بالدول العربية .
ويسلط مؤتمر اللغة العربية ،الضوء على واقع هذه اللغة في عالم متغير يتسارع فيه التحول الرقمي وتتعاظم التحديات التي تواجهها لغة الضاد ، فضلا عن أهم الجهود والخطوات التي يجب اتخاذها من أجل تصميم مستقبل جديد للغة العربية وآليات التعاون بين الجهات المسؤولة في مختلف الدول من أجل رسم مسارات مستقبل هذه اللغة