بقلم : د. أحمد طوالة*
صدر مؤخرا للأستاذ الجامعي والكاتب والحقوقي الدكتور خالد الشرقاوي السموني رواية جديدة بعنوان :” الخوف في زمن كورونا ” ، تتحدث عن الآثار النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية للوباء و ما صاحب ذلك من حجر صحي و خوف و هلع بين الناس و آلام يومية و أخبار عن الإصابات و الوفيات وغيرها.
و تعد رواية “الخوف في زمن كورونا” إسهاما جديدا في مجال أدب الأوبئة ، يحكي من خلالها الكاتب عن فترة كورونا و التي تفاعل خلالها بما دار حوله من أحداث وأخبار تكاثرت وتناسلت ، كما يحكي عن يوميات قضاها خلال فترة الحجز .
تشكل رواية ” الخوف في زمن كورونا ” قراءة جديدة ومختلفة لأوضاع العالم والتغيرات التى طرأت عليه بعد تفشى فيروس كورونا، وكيف شكّل هذا الفيروس تحديا خطيرا ومهما للبشرية وأدى إلى تغير أنماط التفكير فى المجتمع على المستوى الاقتصادي والسياسى والعلمى ، وبالأخص على مستوى العلاقات الاجتماعية، مشيرا إلى أن هذا التحدى وضع العالم أمام حقائق مخيفة وأوضح مدى عجز البشر عن مواجهة هذا الفيروس، محذرا أيضا من أن الخوف والهلع والرعب من الفيروس أخطر كثيرا من الإصابة به.
فقد نجح السارد في مهمة توصيلِ النصِ إلى المسرود لهم ، حين يتخذهم شركاء له في عملية إعادة إنتاج المسرود مرة أخرى ، تماشيا مع مستوى القراءة التي يتميز بها كل واحد من المسرود لهم الذين يتطلب فيهم القدرة على استيعاب آليات تتبع و توصيف الأحداث، والشخصيات، والزمان والمكان وانصهار الكل في السرد القائم على عرض أحداث زمن السرد .
تكشف القراءة المتمعنة و الذكية لرواية ” الخوف في زمن كورونا ” عن الجوانب الداخلية والخارجية للشخصية المحورية ، هذه الجوانب ستتضافر مع المكونات الأخرى للرواية .كما أن الكاتب أسند روايته إلى عناصر الفن الروائي في تصوير الوقائع والأحداث التي ذكرها في روايته، وساهم مكون الخيال في استكمال النسيج الفني في الرواية من جانب التطابق الفكري بين السارد والمؤلف.
و هكذا ،تتميز الرواية بخطاب لغتها البسيط ( السهل الممتنع ) . الخطاب اللغوي في رواية ” الخوف في زمن كورونا ” لم يغلب عليه الخطاب الإخباري التصويري التوثيقي ، كما أن الخيال ساهم بمفتاحية أكثر جمالية ، تشد القارئ و تسهل عليه الاندماج التقمصي للوضع التي وصلت إليه وعاشته الإنسانية في زمن كورونا .
للإشارة ، فالكاتب خالد الشرقاوي السموني، سبق وصدرت له رواية بعنوان” سجناء في البحر”، عن أسرار وخبايا المعتقلات السرية بالمغرب بجحيمها ورعبها خلال سنوات الرصاص، والتي عدت من طرف النقاد بمثابة سجل تاريخي للقمع و البطش ضد المعارضين السياسيين بالمغرب، كما سجلت معاناة المسجونين وهمجية الجلادين والسجانين.
*أستاذ جامعي