تسود حالة من الإحباط في الأوساط الإعلامية والسياسية بالجزائر، بعد تسريبات تشير إلى أن مشروع القرار الأمريكي المرتقب حول قضية الصحراء المغربية في مجلس الأمن يسير بوضوح في اتجاه دعم الموقف المغربي، مدعوماً من قوى مؤثرة داخل المجلس الدولي.
وكشفت صحيفة الخبر الجزائرية أن عدة دول، من بينها الجزائر، سعت إلى إدخال تعديلات جوهرية على مشروع القرار الأمريكي لجعله أكثر “توازناً” حسب تعبيرها، إلا أن واشنطن تجاهلت تلك المقترحات مكتفية بتغييرات شكلية لم تمس جوهر النص، الذي يبقي في مجمله منسجماً مع الطرح المغربي.
وأوضحت الصحيفة ذاتها أن هذا التطور يعكس تراجع النفوذ الجزائري في ملف الصحراء، مقابل تصاعد الدعم الدولي للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي تعتبرها الأمم المتحدة وعدد من القوى الكبرى “الحل الواقعي وذي المصداقية” لإنهاء النزاع المفتعل. ونقلت الصحيفة عن بعض المعلقين قولهم: “لقد خسرنا قضية الصحراء للأبد.”
ويرى محللون أن العزلة المتزايدة للموقف الجزائري داخل أروقة الأمم المتحدة تقوي من موقع الدبلوماسية المغربية، التي نجحت خلال السنوات الأخيرة في حشد دعم واسع بفضل استراتيجيتها الهادئة وافتتاح عشرات القنصليات في الأقاليم الجنوبية للمملكة، ما يعكس اعترافاً دولياً متنامياً بمغربية الصحراء.
ويأتي هذا التطور في ظل استمرار الدعم الأمريكي الثابت للمغرب منذ اعتراف واشنطن سنة 2020 بسيادته على أقاليمه الجنوبية، وهو الموقف الذي ظل قائماً رغم تعاقب الإدارات الأمريكية، ما يعزز أكثر موقع الرباط في هذا الملف الحساس.
