مايسة سلامة الناجي
أن يراسلني سرا أعضاء أو متعاطفون من العدالة والتنمية يستنكرون لم أنتقد فقط بنكيران، بينما أتجنب انتقاد الملك ومحيطه من مستشارين واصفينهم بالعفاريت المعرقلين لإصلاحات بنكيران.. يقولون هذا وفي المقابل تجدهم يصرخون أمام وجهه: “عاش الملك الضامن للاستقرار” وتجد بنكيران يقول “لا يمكن أن أواجه الملك باش ما تسخطش علييا الواليدة”، فهذا قمة النفاق والاستحمار! كيف يطالبون شعبا ضعيفا وكاتبة رأي معرضة كل دقيقة للمحاسبة أن تنتقد أعلى سلطة في البلد ومحيطها أو ما يسمونه بالدولة العميقة التي صدعوا رؤوسنا بها، مع أني أفعل إن استلزم الأمر، بينما هم سعيدون بالعمل لأجلها ينفذون مخططاتها بالحرف الواحد، ويرغدون فيما تغدق عليهم به من حصانة وامتيازات ورواتب ومعاشات يرفضون إلغاءها؟ مادورهم إن كنا نحن من سيواجه هذه الدولة العميقة؟ انتوما لاش صالحين.. صالحين لتنفخوا بطونكم بأموال الشعب: “أنا نغلاض وانتوما دافعوا علييا أ المزاليط”!
سؤال “لاش صالحين” لا ينطبق فقط على هذا الحزب الذي خدع الشعب بالشعارات الإسلامية الشعبوية، إنما على كل الأحزاب التي فضح المجلس الأعلى للحسابات في تقريره الأخير اختلاساتهم المالية، حين كشف أن حزب العدالة والتنمية لم يصرح بكل حساباته البنكية إنما فقط بالحسابات الفارغة التي لا تتوفر على أي أرصدة.. لتكشف تحريات المجلس أن الحزب يملك حسابات باعتمادات. ولم يأت ببيانات تبرر إنفاق 71 مليون سنتيم. (هؤلاء الذين عهدناهم أصحاب أيادي نظيفة).. وأن حزب الأصالة والمعاصرة الذي يقيم مؤتمره الحزبي بهيلمان أضخم من حفل البيعة والولاء الملكي بمبلغ 750 مليون سنتيم (…) صرف على أحد المرشحين 30 مليون سنتيم دون تبريرها ولم يرجع 92 مليون للخزينة (النهب على أصوله).. وأن حزب شباط الذي هرع للمؤتمر الحزبي للأصالة والمعاصرة إلى جانب زميله في الفكاهة والسفاهة لشكر (ماعندهوم نفس).. عجز عن تقديم الوثائق القانونية لتبرير نفقات تجاوزت 500 مليون سنتيم. وأن حزب لشكر حصل على هبة أجنبية ما يعتبر مخالفا للقانون التنظيمي للأحزاب. وأحزاب أخرى هي الأخرى نهبت ما نهبت… لننتظر هل سيحاسبهم إدريس جطو.. أم أنه سيكون من العافين..
إلى أين نحن سائرون مع هاته الأحزاب التي تنهب أموال دعم وزارة الداخلية وأموال الحملة الانتخابية وتتبادل أدوار المعارضة والأغلبية.. وتتقاذف بمصالح الشعب؟ ما هي أجنداتهم لحماية شغيلة القطاع الخاص.. وحماية القطاع الخاص نفسه من مفيوزيي الاستثمار الذين لا يهمهم عامل ولا جودة بقدر ما يهمهم جمع الأرباح؟! ما هي أجنداتهم للمغرب العميق الذي أصبح فيه الفلاح الفقير مضطرا لتأمين محصوله من التقلبات البيئية بمال لا يملكه من الأصل..؟ هل الحزب هو التبجح بالشعبية وبالشعارات الإسلامية؟ هل الحزب هو التبجح بالمهرجانات الخطابية والمؤتمرات التي تحضر إليها الشخصيات الدولية؟ هل الحزب هو تجمع هجين للسلفيين خريجي مراجعات السجون؟ هل الحزب هو تكتلات تتمرجح بين بنكيران والعماري حسب المصلحة؟ من كل هذا.. أين هي مصلحة المواطنين؟ لاش صالحين؟ ها العار قولوا للشعب لاش صالحين؟
بالنسبة لمقاطعة التسجيل في اللوائح الانتخابية فلا تحملوا هما فإننا مقاطعون، ما دامت تلك المعاشات لم يتم إلغاؤها.. ومادمتم لا تملكون أجندات واضحة للطلبة الأطباء والأساتذة المتدربين وللصحة والتعليم.. مقاطعتنا لكم واجب شرعي ووطني. وحين تجدون ردا على سؤال انتوما لاش صالحين بأجندات واضحة صريحة لأجل الشعب.
