افتتحت أعمال الدورة الثامنة للجامعة الصيفية لمنبر الحرية في نسختها الثالثة عشر بفندق عدن ياسمين بالحمامات بتونس بشراكة مع مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية بتونس وليبيا.
وعقدت الجامعة الصيفية لهذه السنة تحت عنوان: خمس سنوات من الحراك العربي: الرهانات والتحديات”. ويحضر الدورة أكثر من 32 مشارك يمثلون تونس والمغرب وليبيا والجزائر ومصر ولبنان واليمن والأردن البحرين…
وفي الجلسة الافتتاحية أشار الدكتور نوح الهرموزي مدير مشروع منبر الحرية إلى أن أهمية موضوع الجامعة الصيفية لهذه السنة نابع من كون العالم العربي يمر من محك حقيقي وخاصة وأن الكلفة الاقتصادية المهولة التي كلفها الحراك العربي أثرت على تنمية الشعوب العربية، كما أشار السيد رالف اربيل الممثل المقيم لمؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية في تونس وليبيا إلى أن العالم العربي يعيش أزمات كارثية ونحن اليوم بحاجة إلى نقاش فكري وعلمي عميق وبحاجة لمفكرين مثل ابن خلدون لمساعدتنا على الخروج من الأزمة الحالية.
وفي اليوم الأول من الجامعة أجمع الباحثون على أن تقييم الحراك العربي مسألة صعبة ومعقدة للغاية وخاصة مع تفاوت نتائج الحراك بين الدول العربية. وتطرق الدكتور محمود عزت من مصر إلى موضوع في غاية من الأهمية وهو الانحراف الفكري والثقافي الذي يعيشه العالم العربي نتيجة ظروف اجتماعية وسياسية مأساوية أفضت إلى وجود دول فاشلة وإلى حروب أهلية وبروز أشكال جديدة من التطرف والعنف نتيجة غياب ثقافة الحوار وتقبل الآخر والانغلاق الفكري الجامد للعديد من التيارات، ومن هذا المنطلق ظهرت اليوم الحاجة الملحة لاستراتيجيات جديدة يجب اتباعها من خلال المؤسسات الثقافية العربية بشكل سليم لإعادة بناء صورة ذهنية ايجابية عن الثقافة العربية.
كما قال الدكتور شفيق الغبرا من الكويت أن العالم العربي لازال يعيش حالة غليان وانقسام وتشدد مما أدى إلى ثورة مضادة. في ظل وجود تهميش وهشاشة وغياب حوار حقيقي ينتج خلافات بين النخب ويعمق الهشاشة من جديد، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى العنف، بشكل أصبح معه العالم العربي مسجونا داخل آلة عنف كبيرة، وهو ما جعل الدول العربية تنهار ببطء.
ومن تونس تسائل الدكتور محمد الحداد هل حان وقت التقييم؟ مؤكدا على أن خمس سنوات من الحراك قد يعتبرها البعض طويلة ولكنها لحظة عابرة بالنسبة للشعوب التي عاشت هذا المخاض، وإذا أردنا أن نقيَم الحراك يجب أن نبتعد عن التساؤل المطروح هل هو حراك عربي أم لا حيث يتوجب أن نؤسس لطرح جديد من خلال التساؤل حول إذا كنا نسير باتجاه الطريق الصحيح أم لا؟.
يذكر أن منبر الحرية مشروع تعليمي تثقيفي غير ربحي وغير حزبي ويدخل في إطار المبادرة العالمية لمؤسسة أطلس من أجل دعم التجارة الحرة والسلام والازدهار بشراكة مع معهد كيتو في واشنطن العاصمة.كما أن مؤسسة فريدريش ناومان هي مؤسسة ألمانية مهتمة بتعزيز حرية الفرد ونشر القيم والمبادئ الليبرالية في العالم العربي.
عن منبر الحرية
24 غشت/اب 2016