بداية يجب التأكيد على أن السينما مؤثر رئيسي في صناعة ثقافة الشباب، وإن كانت لاتزال بحاجة إلى المزيد من الاهتمام، لكي تجعلنا نقترب من واقع هذا الجيل ونتعرف عليه، ولو أخذنا الأفلام القصيرة وبرامج اليوتيوب مثالاً، فسوف نجد فيها تجارب جريئة ناجحة، في حدود ومستوى إمكانيات الشباب، لكنها تبقى ظاهرة تتسيد مطالعات الشباب، وتبادلهم المعرفي ورسائلهم الإلكترونية، بل إن بعضها تجاوز حالة التسلية ليفرض واقعاً تهكمياً من صعوبة العيش، وتمرداً على حالة التزييف الذي يزاوله الإعلام الرسمي، وابتعاده عن مناقشة مشاكل الشباب الحقيقية.
ويوظف منتجو هذه الأفلام في ذلك مساحة الحرية، التي يوفرها الفضاء الافتراضي المتاح حالياً أمام الجميع، صحيح أن مختلف فروع الفن والأدب من موسيقى وشعر وقصة ورواية وفن تشكيلي، قد سبقت السينما في هذا الاتجاه، إلا أن السينما استطاعت أن تأتي بشيء مختلف، وإن كان هو في الواقع مزيجاً من ذلك كله، لكنه الأجمل لأن الجميع يشترك في العمل (مخرج مؤلف، ممثل، مصور… الخ)، فيتألق النص الإبداعي في صورة حميمية راعشة مليئة بنبض الحياة وإيقاعها.
يمكننا القول إن هناك حالة حراك سينمائي، من خلال الأفلام القصيرة المختلفة في أساليبها ومدارسها، والتي يجسدها الشباب في إنتاجهم دون دعم مادي، بل هم قد يضطرون أحياناً إلى بيع أشيائهم الخاصة، من أجل تحويل فكرة يؤمنون بها، ويدافعون عنها الى منتج سينمائي، وقد ظهرت كثير من أعمالهم التي شاركوا بها في مهرجانات عربية وعالمية على مستوى عال من الجودة، ما حدا بهذه المهرجانات لأن تعترف بأعمالهم، وتضمنها في برامجها كما هو الحال في أفلام في مهرجاناتنا المغربية والعربية العموم.. ولكن، هل يحق لنا أن نطالب القطاع الخاص بالمشاركة في تنمية مهارات الشباب، وأن يستثمر أمواله في الإنتاج السينمائي، دون وجود صالات العرض أولاً؟ فقصة السينما في الوطن العربي، تشبه قصة الدجاجة والبيضة، فبناء صالات للعرض ينتظر توافر الإنتاج السينمائي، والإنتاج يعرقله غياب الصالات، وإذا كانت السينما صناعة ثقافية (وهي كذلك فعلاً)، فإنها تحتاج إلى دعم حكومي بالدرجة الأولى، إضافة إلى ما تستحقه من دعم جهات متعددة أخرى وخصوصاً تلك المهتمة بالثقافة وصناعتها، والرأي العام وتوجيهه وتوعيته. ويتوجب على الجميع بدايةً دحض تلك الفرضية الخاطئة، التي تقول إن السينما مضيعةٌ للوقت! فلو استطعنا إيجاد السينما الجادة التي تخضع أعمالها لحلقات نقاش علمي، من قبل المثقفين والأكاديميين، لأمكننا خلق حراك فني وثقافي، يتناسب مع التحولات التي يعيشها الشباب، والذي اتجه إلى قناة جديدة خاصة به هي تصوير الفيديو كليب، والأفلام القصيرة التي تعالج قضايا غاية في الجمال والحس الوطني، ربما يتجه أغلب الشباب إلى الأفلام و”البرود كاست” يتابعونها في منازلهم، وفي تجمعاتهم وديوانياتهم، وبعد العودة من العمل لتفريغ جرعات التعب والإحباط، وتقييد الحريات والإهمال الذي يلقونه في الشارع والعمل. هذه المشاهدة بالنسبة للشباب بمثابة استراحة ذهنية من هموم دفع إيجار الشقة، وأحلام التطلع إلى تملك منزل (ذلك الحلم الذي ربما لن يتمكن من تحقيقه مدى الحياة حتى لو عمل 16 ساعة في اليوم)! إضافةً إلى أنها (المشاهدة)، نوعٌ من التواصل مع العالم، تكبر المدن وتتسع هذه الأيام، في الوقت الذي لايزال فيه أغلب الشباب موظفين على الهامش، لم ينفض أغلبهم عن نفسه غبار الإهمال والإقصاء مع غياب نوادي السينما
التي يمكن للشاب الانضمام اليها، وينمون فيها مهاراتهم ويطورون طاقتهم الفنية، ويصيغون اتجاهاتهم الفكرية الراقية والسلمية. فأين من ذلك الجمعيات الأهلية التي يمكن للشباب من خلالها أن يتعلموا العديد من والأشياء كتقنيات كتابة السيناريو، أو التي تقوم باستضافة مخرجين وكتاب مشهورين ومؤلفين، أوبعرض الأفلام وتخصيص الجوائز لتصقل مواهبهم؟ وأين الصالات والمسارح لمناقشة الأفلام الحائزة على الأوسكار؟ دعونا نجرب وسوف نرى كيف ستغص الصالات بجمهور الشباب.
دراسة حديثة تشير إلى أن عدد الشباب مستخدمي الانترنت، يشكلون النسبة العالية مستخدم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن عجلة الإنتاج السينمائي الشبابي سوف تتواصل دون إذن من أحد، وكأن ذلك احتجاج مبطن على بيروقراطية المؤسسات الرسمية.
فالسينما ظاهرة ثقافية وفنية آخذة في الصعود، وهي بحاجة إلى تمتين العلاقة بينها وبين المتلقي (الشباب)، ومن المهم التفكير في إقامة علاقة حوارية بين السينما والشباب، لأن ذلك يعد انتباهاً ذكياً من قبل «قادة الرأي» نظراً لغياب ساحات حوار يسمح باحتضان حاجات الشباب الفنية وعطشهم إلى الفن السابع، ويشبع رغباتهم في استكشاف عوالمه الغرائبية والعجيبة، في تقدير المنتج السينمائي أنه يمكنه تفجير نقاش عميق حول الأسئلة المشاغبة والمستفزة التي يسعى الشباب إلى طرحها من خلال الصورة السينمائية، وما يدور في مضمارها من قضايا تتعلق بالحياة المعاصرة وجوانبها الإنسانية المتعددة، سواءً كانت معيشية أو وطنية أو فنية أو جمالية أو إبداعية، وفي هذا السياق علق الروائي والسينمائي محمد ملص في كتاب صدر عن جمعية الشجرة لإحياء الذاكرة والتراث الفلسفي: «إن القول بأن السينما أداة سمعية وبصرية بالنسبة لي هو تحجيمٌ لها، فهي لا تخاطب العين أو الأذن فقط، بل هي شحنة كهربائية تكهرب كل الحواس التي يملكها الإنسان من أجل الوصول إلى وجدانه“
ادارة المهرجان
الندوة سيعمل على تنشيطها كل من
الدكتور ايت همو بصفته ناقدا سينمائيا
الدكتور حميد اتباتو بصفته ناقدا سينمائيا
الدكتور بوشتى فرقزايد ناقدا سينمائيا
الدكتور العتيبي بصفته منتجا سينمائيا من اليمن
الى جانب رجالات النقد والسينما والاعلام
اما لجنتي التحكيم فتتكون من:
المخرج السينمائي حسن دحاني بصفته رئيسا لمسابقة الارز الذهبي للأفلام العالمية.
الى جانب احمد اعرايب بصفته ناقد سينمائي
وهاجر بناثر اعلامية ومخرجة لمجموعة افلام ومنتجة من تونس
اما لجنة مسابقة المرحوم الذعمي للبيئة فتتكون من:
عز العرب لمحارزي بصفته رئيسا
الى جانب كل من:
علي بزاز ناقد وكاتب وفنان تشكيلي وإعلامي من العراق
هبة ماجدو إعلامية بقناة النيل المصرية
عدد الأفلام المشاركة في الدورة بعد العمل على انتقائها من عمل 123 فيلم تم ترشيح 16 فيلم لمسابقة الارز العالمي و10 افلام للبيئة ممثلة لدول العالم بما فيها المغرب.
مناقشة الافلام بحضور مخرجيها كل مساء سينما منتصف الليل.
أضف الى ان البرنامج يتضمن محترفات للتكوين السينمائي في مهن السينما والتصوير وتقنيات السيناريو والمونطاج الرقمي يأطرها مختصين في الميدان.
سينما التنشيط بالهواء الطلق يوم الاربعاء 21 غشت، ويوم 4 شتنبر بازرو، الى جانب عروض سينمائية بالسجن المدني، والمؤسسات الاجتماعية ودور الشباب بالإقليم.
معرض لتحف السينمائية القديمة، بكل من ازرو وافران، معرض للكتب السينمائية، واخر للوحات التشكيلية، للفنانين اوعبي عبد الله، ومومن رحم، ومعرض المنتوجات المحلية التابعة للمبادرة الوطنية بالإقليم.